للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعلم شفاء النفس قهر عدوها (١)

والأكثر وقوع هذا على "أن" وصلتها (٢) كقوله:

فقلت تعلم أن للصيد غرة (٣)

(١) صدر بيت من الطويل، لزياد بن سيار بن عمرو بن جابر، وعجزه:

فبالغ بلطف في التحيل والمكر

اللغة والإعراب:

تعلم، فعل أمر ملازم لهذه الصيغة، بمعنى اعلم وتيقن. شفاء النفس: قضاء مطالبها ومآربها. بلطف: برفق ولين، النحيل: أخذ الأشياء بالحيلة والدهاء. "شفاء النفس" مفعول أول لتعلم ومضاف إليه. "قهر عدوها" مفعول ثان كذلك ومضاف إليه. "في التحيل" متعلق ببالغ. "والمكر" معطوف عليه.

المعنى: أن الذي يريح النفس ويجعلها مطمئنة بحصولها على ما ترغب وتحب، هو أن تظفر بعدوها وتقهره، فعليك أن تبذل جهدك، مع الترفق واتباع الحيل وأنواع الخداع، لتصل إلى مرغوبك من عدوك.

الشاهد: استعمال "تعلم" بمعنى "اعلم" ونصبه مفعولين، وكل منهما اسم ظاهر على غير الغالب فيها.

(٢) وحينئذ تسد "أن" ومعمولاها مسد المفعولين، ومعروف أن الصلة تشتمل على مسند ومسند إليه.

(٣) صدر بيت من الطويل، لزهير بن أبي سلمى المزني، من أصحاب المعلقات، وعجزه:

وإلا تضيعها فإنك قاتله

اللغة والإعراب:

تعلم: اعلم. غرة. غفلة. تضيعها. الضمير عائد على الفرصة التي تتيحها الغفلة. "تعلم" فعل أمر والفاعل أنت. "للصيد" خبر أن مقدم. "غرة" اسمها مؤخر، وأن وصلتها سدت مسد مفعولي تعلم. "وإن" شرطية. "لا تضيعها" فعل الشرط فإنك. "قاتله" الفاء واقعة في الجواب، والهاء في "قاتله" عائدة على الصيد.

المعنى: اعلم وتيقن يا صاحبي: أن للصيد أوقات يهدأ فيها ويستريح، وتعتريه غفلة وسكون، فإذا انتهزت هذه الفرصة، وصوبت إليه سهامك، فإنك قاتله لا محالة.

الشاهد: استعمال "تعلم" بمعنى اعلم، وقد عداها إلى المفعولين بأن المؤكدة وصلتها، وهذا هو الكثير في استعمالها.

<<  <  ج: ص:  >  >>