وإذا وليها الماضي بقي على مضيه، أو المضارع تخلص للاستقبال (١)، كما أنَّ "أنْ" المصدرية كذلك.
الثاني: أن تكون للتعليق في المستقبل (٢)؛ فترادف "إنْ"(٣) كقوله:
= خبرها؛ أي: ما كان منك ضرك. كما يجوز أن تكون "ما" في محل نصب مفعول مطلق لضرك؛ أي: أي ضرر ضرك المن. "وربما" الواو واو الحال، و"رب" حرف تقليل وجر شبيه بالزائد، وما كافة "وهو" الواو للحال، و"هو" مبتدأ "المغيظ" خبر. "المحنق" صفة له، أو خبر بعد خبر.
المعنى: أي ضرر كان يلحقك يا رسول الله لو تفضلت وأنعمت على أبي بالعفو؟ وكثيرًا ما يعفو الرجل الكريم وهو مملوء غيظا وغضبًا.
الشاهد: في "لو مننت" فإن "لو" مصدرية وما بعدها في تأويل مصدر ولم تتقدمها "ود" ولا "يود" ونحوهما؛ وهذا قليل.
وذكر الصبان: أنه يجوز أن تكون "لو" هنا شرطية، والشرط "لو مننت" والجواب محذوف يدل عليه الكلام؛ أي: لو مننت لم يضرك شيء؛ وإذا لا شاهد فيه.
هذا: وبعض النحاة ينكر كون "لو" مصدرية، ويقول: إنها شرطية دائمًا، وإذا لم يكن في الكلام ما يصلح أن يكون جوابًا، قدر الجواب. وحجته: أنها قد تدخل على "أنّ" كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا﴾ ولو كانت مصدرية ما دخلت على حرف مصدري؛ لأن حرف المصدر لا يدخل على مثله.
ورد: بأنه يمكن تقدير دخول "لو" على فعل؛ ويكون المنسبك من أن ومصحوبها فاعلا له، والتقدير في الآية: لو ثبت كون أمد بعيد بينها وبينه.
(١) ولا بد أن يكون كل من الماضي أو المضارع تام التصرف.
(٢) أي: تعليق جوابها على شرطها وجودًا وعدما في المستقبل، بحيث لا يتحقق معنى الجواب في المستقبل ولا يحصل إلا بعد تحقق معنى الشرط وحصوله في المستقبل؛ وتسمى "لو" هذه: الشرطية غير الامتناعية.
(٣) أي: الشرطية، وذلك في تعليق الجواب على الشرط، وفي أن يكون زمن الفعل في جملتي الشرط والجواب مستقبلا مهما كان نوع الفعل، إلا أنها لا تجزم على الأفصح.