للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله:

غدت من عليه بعدما تم ظمؤها (١)

والرابع والخامس: "مذ"، ومنذ". وذلك في موضعين (٢).

الشاهد: أن "عن" اسم بمعنى جانب أو جهة، بدليل دخول حرف الجر عليه وهو "عن".

(١) صدر بيت من الطويل، لمزاحم بن الحارث العقيلي يصف قطاة، وعجزه:

تصل وعن قيض بزيزاء مجهل

اللغة والإعراب: غدت: صارت والضمير فيه عائد على القطاة. ثم: كمل. ظمؤها: مدة صبرها عن الماء؛ والظم: ما بين الشرب والشرب، تصل: تصوت أحشاؤها من العطش، قيض: هو القشر الأعلى للبيض. زيزاء: بيداء، وهي الأرض القفر التي لا ماء فيها. مجهل: قفر ليس فيها أعلام يهتدي بها. "غدت" فعل ماض من أخوات كان، واسمها مستتر يعود على القطاة. "من" جارة. "عليه" اسم بمعنى فوق في محل جر بمن، والهاء مضاف إليه. "بعد" ظرف منصو بغدت. "ما" مصدرية. "ثم ظمؤها" فعل وفاعل ومضاف إليه، والمصدر المنسبك من "ما" وما بعدها مضاف إليه لبعد أي بعد تمام، "تصل" الجملة خبر غدت. "وعن قيض" معطوف بالواو على قوله "من عليه" "بزيزاء" جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لقيض، ممنوع من الصرف لألف التأنيث الممدودة، "مجهل" مضاف إليه، أو صفة لزيزاء، أو بدل كل من كل.

المعنى: أن هذه القطاة صارت من فوق فرخها، وقد مضت المدة التي تصبر فيها عن الماء -تصوت من شدة الظمأ، وهي على قشور البيض والأفراخ في تلك الأرض الغليظة القفر الخالية مما يهتدي به السائرون.

الشاهد: استعمال "على" اسما بمعنى "فوق"؛ بدليل دخول حرف الجر عليها. وقيل: معناه "عند".

(٢) وإليهما يشير الناظم بقوله:

و"مذ ومنذ" اسمان حيث رفعا … أو أوليا الفعل كـ"جئت مذ دعا"


* "ومذ" مبتدأ قصد لفظه. "ومنذ" معطوف عليه. "اسمان" خبر المبتدأ "حيث" ظرف صفة لمذ ومنذ. "رفعا" جملة الفعل والفاعل في محل جر بإضافة حيث. "أو" عاطفة. "أولياء" ماض للمجهول، والألف نائب فاعل وهي المفعول الثاني. "الفعل" مفعول أول؛ لأنه الفاعل في المعنى. "مذ" ظرف متعلق بجئت. "دعا" فعل ماض والفاعل هو، والجملة في محل جر بإضافة مذ.
أي أن "مذ" و"منذ" يكونان اسمين حين يرفعان اسما بعدهما، أو حين يليهما ويقع بعدهما فعل وفاعله، ومثل الناظم للجملة الفعلية بقوله: جئت مذ دعا، وسيأتي إيضاح ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>