للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويقال: "الصلاة جامعة"، فتنصب "الصلاة" بتقدير: احضروا، و"جامعة" على الحال، ولو صرح بالعامل لجاز (١).

(١) أي لعدم العطف والتكرار. ويجوز في هذه العبارة رفعهما على الابتداء والخبر، كما يجوز رفع الأول على الابتداء، والخبر محذوف، ونصب "جامعة" على الحال من فاعل الخبر المحذوف، وقد أشار الناظم إلى الإغراء وحكمه، بقوله:

وكمحذر بلا "إيا" اجعلا … مغرى به في كل ما قد فصلا

أي أن الاسم المغرى به؛ كالاسم المحذر الذي بغير "إيا" في جميع أحكامه التي سبقت.

تتمة:

١ الغالب في أساليب الإغراء والتحذير: أن تكون إنشائية، تبعا لعاملها الدال على الطلب.

٢ يلحق بالتحذير والإغراء في وجوب النصب، وفي التزام إضمار الناصب، بعض الأمثال المشهورة المسموعة بالنصب، وبعض العبارات التي تشبه المثل، ولكنها لم تبلغ مبلغه في الشهرة؛ فمن الأمثال:

أ- "الكلاب على البقر": وهو مثل يضرب لمن يترك الخير والشر يصطرعان ويطلب السلامة لنفسه؛ أي: خل الناس خيرهم وشرهم، واغتنم أنت طريق السلامة، وتقديره: اترك الكلاب على البقر.

ب- "أحشفًا وسوء كيلة": مثل يضرب لمن يسيء إلى غيره من جهتين، ويظلم الناس من ناحيتين، والحشف: أردأ التمر، وسوء الكلية، الظلم في الكيل وتقديره: أتبيع حشفا، وتزيد على ذلك سوء كيلة؟

جـ- "كليهما وتمرًا" مثل يضرب لمن خير بين شيئين ليختار أحدهما، فطلبهما معا، بل وطلب الزيادة عليهما، ومعناه: أعطني كليهما، وزدني تمرا.


* "وكمحذر" متعلق باجعلا، وهو في موضع المفعول الثاني له مقدم عليه. "بلا إيا" متعلق به أيضا، ولا بمعنى غير "اجعلا" فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بالنون المنقلبة ألفا، والألف للإطلاق. "مغرى" مفعول أول له. "به" متعلق بمغرى. "في كل" متعلق باجعلا. "ما" اسم موصول، مضاف إليه. "قد فصلا" الجملة صلة، وفصلا فعل ماض مبني للمجهول، والألف للإطلاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>