للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا﴾ (١)، وبالإشارة إليها نحو: ﴿هَذِهِ جَهَنَّمُ﴾ (٢)، وبثبوتها في تصغيره (٣) نحو: عيينة، وأذينة.

أو فعله نحو: ﴿وَلَمَّا فَصَلَتِ العِيرُ﴾ وبسقوطها من عدده كقوله:

وهي ثلاث أذرع وأصبع (٤)

(١) فالنار، والحرب، والسلم مؤنثات؛ بدليل عود الضمير عليها مؤنثًا. [سورة الحج الآية: ٧٢]، [سورة محمد الآية: ٤]، [سورة الأنفال الآية: ٦١].

(٢) [سورة يس الآية: ٦٣].

(٣) أي: لأن التصغير يرد الأشياء إلى أصولها، ويختص ذلك بالثلاثي، وكذا الرباعي إذا صغر تصغير الترخيم؛ نحو: ذريعة، في ذراع.

(٤) عجز بيت من الرجز، لحميد الأرقط، يصف قوسا عربية، وصدره:

أرمي عليها وهي فرع أجمع

اللغة والإعراب: فرع: أي مأخوذة من الغصن بحاله وليست بفلق "وهي" الواو للحال، و"هي" مبتدأ. "فرع" خبر. "أجمع" توكيد.

المعنى: إني أرمي على هذه القوس المصنوعة من الغصن نفسه، وقد استوفت طولا وأجزاء. والمراد بقوله: و"أصبع" الإشارة إلى أن هذه القوس كاملة وافية كما يقال: هذا الثوب سبع أذرع وزيادة.

الشاهد: في ثلاث أذرع؛ فإن سقوط الهاء من ثلاث يدل على تأنيث الذراع؛ لما هو معروف من أن العدد من ثلاثة إلى عشرة، يذكر على المؤنث، ويؤنث مع المذكر، وإلى ما تقدم يشير الناظم بقوله:

علامة التأنيث تاء أو ألف … وفي "أسام" قدروا التا كالكتف

ويعرف التقدير بالضمير … ونحوه كالرد في التصغير*

=


* "علامة التأنيث" مبتدأ ومضاف إليه. "تاء" خبر. "أو ألف" عطف على تاء. وفي أسام" متعلق بقدروا "التا" بالقصر مفعول قدروا. "كالكتف" متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف أي: وتلك الأسامي كالكتف.
"والتقدير" نائب فاعل يعرف. "بالضمير" متعلق بيعرف. "ونحوه" عطف عليه. "كالرد" متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: وذلك كالرد. "في التصغير" متعلق بالرد.

<<  <  ج: ص:  >  >>