وبمعنى الماضي والمضارع قليل؛ كـ"شتان، هيهات"؛ بمعنى افترق وبعده، و"أوه، وأف"؛ بمعنى أتوجع وأتضجر، و"وا" بمعنى أتوجع وأتضجر، و"أو"، و"واهًا"؛ بمعنى أعجب؛ كقوله تعالى: ﴿وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ (١)؛ أي: أعجب لعدم فلاح الكافرين، وقول الشاعر:
وا بأبي أنت وفوك الأشنب (٢)
وقول الآخر:
واهًا لسلمى ثم واهًا واهًا (٣)
(١)" وَيْ" اسم فعل مضارع بمعنى أعجب، مبني على السكون لا محل له، وفاعله أنا "كَأَنَّهُ" الكاف حرف تعليل وجر، وأن مدخولها في تأويل مصدر مجرور بالكاف. وقيل:"كأن" بتمامها حرف تشبيه ونصب، والهاء اسمها وجملة ﴿لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ خبرها.
(٢) رجز، ينسب لراجز من بني تميم، لم يعين اسمه، وبعده:
كأنما ذر عليه الزرنب
أو زنجبيل وهو عندي أطيب
اللغة والإعراب: فوك: فمك. الأشنب: من الشنب؛ وهو عذوبة ماء الفم مع رقة الأسنان. ذر: فرق ورش. الزرنب: نبت من نبات البادية، طيب الرائحة. الزنجبيل: نبت معروف، ويطلق كذلك على الخمر. "وا" اسم فعل مضارع بمعنى أعجب والفاعل أنا "بأبي" جار وجرور خبر مقدم. "أنت" ضمير منفصل، مبتدأ مؤخر، و"فوك" الواو للاستئناف. "فوك" مبتدأ مرفوع بالواو، والكاف مضاف إليه. "الأشنب" صفة له. "كأنما" كأن حرف تشبيه ونصب. "ما" كافة. "ذر" فعل ماض للمجهول. "عليه" متعلق بذر. "الزرنب" نائب فاعل، والجملة خبر "فوك".
المعنى: يعجب من جمال محبوبته، ويقول لها: أفديك بأبي، ويصف فمها بالعذوبة ورقة الأسنان، والرائحة الطيبة المنبعثة منها.
الشاهد: في "وا"؛ فإنه اسم فعل مضارع بمعنى أعجب.
(٣) رجز ينسب لأبي النجم، الفضل بن قدامة العجلي، وينسبه بعضهم لرؤبة بن العجاج، وقيل: لغيرهما، وبعده: