للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الياء ولا الألف، إلا في الضرورة؛ كقوله:

يا بن أمي ويا شقيق نفسي (١)

وقوله:

يا بنة عما لا تلومي واهجعي (٢)

جيء بها لمناسبة الألف المحذوفة. ويجوز وجه ثالث؛ وهو: إهمال الياء المحذوفة، واعتبار المنادى وما أضيف إليه بمنزلة الاسم الواحد المركب تركيبًا مزجيًا، ويعرب مبنيا على ضم مقدر منع منه حركة البناء أيضا، وقد أشار الناظم إلى بعض هذه الآراء بقوله:

وفتح أو كسر وحذف اليا استمر … في "يا بن أم يا بن عم لا مفر"

أي فتح الميم وكسرها قبل الياء المحذوفة، وحذف هذه الياء، مستمر على الراجح في يا بن أم، ويا بن عم، من المنادى المضاف إلى مضاف لياء المتكلم، وأصلهما: يا بن أمي، ويا بن عمي.

(١) صدر بيت من الخفيف، لأبي زبيد الطائي، واسمه حرملة بن المنذر، من قصيدة يرثي فيها أخاه، وعجزه:

أنت خلقتني لدهر شديد

وأولها:

إن طول الحياة غير سعود … وضلال تأميل نيل الخلود

اللغة والإعراب: شقيق: تصغير شقيق. خلفتني: تركتني بعدك. لدهر شديد: لزمن تبعاته شديدة. والإعراب واضح.

والمعنى: يا أخي في النسب، ويا من نفسه كنفسي، لقد ذهبت وتركتني وحيدًا أقاسي ويلات الزمن، وقد كنت ركنا أستند إليه، وظهير أعتمد عليه.

والشاهد: إثبات ياء المتكلم في "يا بن أمي" للضرورة.

(٢) صدر صدر بيت من الرجز، أو بيت من الرجز المشطور، لأبي النجم، الفضل بن قدامى العجلي، يخاطب امرأته "أم الخيار"، وعجزه:


* "وفتح" مبتدأ وهو نكرة مسوغة التقسيم. "أو كسر" عطف عليه. "وحذف الياء" حذف عطف على كسر، والياء مضاف إليه، والواو بمعنى مع "استمر" فاعله يعود على حذف الياء، والجملة خبر المبتدأ، "في" حرف جر. "يا بن أم" مجرور بفي على الحكاية، متعلق باستمر. "يا بن عم" معطوف عليه بحذف العاطف. "لا" نافية للجنس. "مفر" اسمها، والخبر محذوف، أي: لي، أو: موجود.

<<  <  ج: ص:  >  >>