الحديث:"ما أنهر الدم وذكرا اسم الله عليه فكلوا، ليس السن والظفر"(١)، وتقول:"أتوني لا يكون زيدًا".
واسمها ضمير متصل عائد على اسم الفاعل (٢) المفهوم من الفعل السابق (٣)، أو البعض المدلول عليه بكله السابق، فتقدر:"قاموا ليس زيدًا": ليس القائم، أو ليس بعضهم وعلى الثاني فهو نظير: ﴿فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً﴾ بعد تقدم ذكر الأولاد (٤).
وجملتا الاستثناء (٥) في موضع نصب على الحال (٦)، أو مستأنفتان فلا موضع لهما (٧).
(١) هذا حديث في حكم الذبائح، أنهر: أسأل الدم، وقيد الشارع ذلك بقطع الحلقوم والودجين أو المريء، "ما" اسم موصول مبتدأ. "أنهر" فعل ماض وفاعله يعود على ما: "الدم" مفعوله، وجملة "فكلوا منه" خبر ما، "السن" خبر ليس منصوب على الاستثناء من فاعل أنهر، وما بينهما اعتراض، و"الظفر" معطوف على السن.
(٢) أي أو اسم المفعول، كما في نحو: أكرمت القوم ليس محمدا، فإن المرجع فيه اسم مفعول.
(٣) أي من الحدث المفهوم من الكلام السابق. أو من قوة الكلام، إن لم يكن هنالك فعل أو مشتق يرشد إلى ما يرجع إليه الضمير، كالاتصاف بالإخوة في مثل هؤلاء إخوتك ليس عليا، أي ليس المنتسب إليك بالأخوة عليا، وهذا الرأي لسيبويه.
(٤) أي في قوله تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ﴾، فإن الأولاد تشمل الذكور والإناث، فالنون في "كن" اسمها، وهي عائدة على الإناث اللاتي هن البعض المفهوم من الأولاد، و"نساء" خبرها.
(٥) أي جملة "ليس زيدًا" و"لا يكون زيدا.
(٦) ولا تحتاج لوجود "قد" المشروطة في الجملة الماضوية الواقعة حالا؛ لأن هذا في غير الجمل التي أفعالها جامدة كما هنا.
(٧) أي لا علاقة لهما بما قبلهما، من جهة الإعراب، أما من الناحية المعنوية، فبينهما ارتباط.