للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: النصب على أنهما فعلان جامدان لوقوعهما موقع "إلا" (١)، وفاعلهما ضمير مستتر، وفي مفسره، وفي موضع الجملة، البحث السابق (٢).

وتدخل عليهما "ما" المصدرية (٣) فيتعين النصب، لتعين الفعلية حينئذ، كقوله:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل (٤)

وقوله:

تمل الندامى ما عداني فإنني (٥)

(١) لأن الفعل إذا وقع موقع الحرف يصير جامدا، كما أن الاسم إذا وقع موقعه يصير مبنيا، ونصب ما بعدهما على أنه مفعول واضح بالنسبة لعدا؛ لأنه متعد قبل الاستثناء، أما "خلا" فقد ضمنت عند الاستثناء معنى جاوز، فصارت متعدية.

(٢) أي في "ليس" و"لا يكون" وقد تقدم قريبا.

(٣) أي الاستثناء؛ لأنها لا تدخل على فعل جامد، وقيل: لأنهما في الأصل متصرفان، والمنع إنما هو الجامد أصالة.

(٤) صدر بيت من الطويل، للبيد بن ربيعة العامري، وعجزه:

وكل نعيم لا محالة زائل

اللغة والإعراب: ما خلا الله: ما عداه -سبحانه- باطل المراد: فان وهالك. زائل: ذاهب، "ألا" أداة استفتاح. "كل شيء" مبتدأ ومضاف إليه. "ما" مصدرية. "خلا" فعل ماض، والفاعل هو "الله" منصوب على التعظيم. "باطل" خبر كل، "كل نعيم" مبتدأ ومضاف إليه، "لا" نافية للجنس. "محالة" اسمها والخبر محذوف، "زائل" خبر المبتدأ، وجملة "لا" واسمها معترضة بين المبتدأ والخبر.

المعنى: كل شيء في هذه الحياة فان لا بقاء له، إلا المولى وكل نعيم في الدنيا زائل وذاهب من غير شك، فليعتبر بها المنحرفون.

الشاهد: استعمال "خلا" فعلا لسبقها بما المصدرية، ونصب لفظ الجلالة بعدها.

(٥) تقدم هذا البيت في باب النكرة والمعرفة، "انظر صفحة ١٠٣ جزء أول".

الشاهد: فيه هنا استعمال "عدا" فعلا ماضيا، لسبقها بـ"ما" المصدرية، فوجب نصب الاسم بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>