للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن كان جمعًا خفض بإضافة العدد إليه: "ثلاثة رجال".

ويعتبر التذكير والتأنيث مع اسمي الجمع والجنس بحسب حالهما (١)؛ فيعطى العدد عكس ما يستحقه ضميرهما؛ فتقول: "ثلاثة من الغنم" بالتاء؛ لأنك تقول: "غنم كثير" بالتذكير (٢)، "وثلاث من البط" بترك التاء، لأنك تقول: "بط كثيرة" بالتأنيث، و"ثلاثة من البقر"؛ أو "ثلاث"؛ لأن في البقر لغتين: التذكير والتأنيث؛ قال الله -تعالى: ﴿إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا﴾ وقرئ: ﴿تَشَابَهَتْ﴾.

(١) أي: حال لفظها وصيغتهما وما هما عليه من تذكير أو تأنيث، أو صلاح للأمرين، وذلك: أن الجنس؛ منه المؤنث كالنخل والبط، والمذكر كالموز والعنب والسدر والقمح، وما فيه لغتان كالبقر والغنم، وكذلك اسم الجمع منه المذكر، كقوم ورهط، والمؤنث كإبل وخيل، وجائزهما، كركب ويعرف الحال من هذه الناحية بوسائل متعددة؛ منها: نوع الضمير العائد على كل مهما، أهو مذكر أم مؤنث؟ والإشارة المستعملة مع كل، والنعت، وتأنيث الفعل معهما … إلخ ومحل اعتبار اللفظ والصيغة في اسمي الجنس والجمع؛ إذا لم يفصل يبن المعدود واسم العدد نعت يدل على التأنيث فقط، أو التذكير فقط، أو يكون لفظه صالحًا لنعت المؤنث والمذكر؛ فإن توسط هذا النعت وجب مراعاة المعنى الذي يقتضيه؛ فيذكر اسم العدد أو يؤنث تبعًا له؛ تقول: خمس إناث من الغنم، وثلاثة ذكور من البط، ولو تأخر هذا النعت عن المعدود، أو كان لفظه مما يصلح نعتًا للمذكر والمؤنث -كلفظ حسان مثلا- لم يكن له أثر في تأنيث العدد وتذكيره تقول: في الماء خمس من الغنم إناث، وخمسة من الغنم إناث، وثلاثة من البط ذكور، أو ثلاث من البط ذكور؛ كما تقول: خمسة حسان، أو خمس حسان من البط؛ لأن لفظ "حسان" يصلح نعتا للمذكر والمؤنث، فيقال: رجال حسان، ونساء حسان.

(٢) في مختار الصحاح، والغنم: اسم مؤنث موضوع للجنس يقع على الذكرو والإناث وعليهما جميعًا، والإبل كالغنم في ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>