للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله:

ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي (١)

الثاني: ما حكي به صوت كـ"غاق"؛ لحكاية صوت الغراب (٢)

و"طاق" لصوت الضرب، و"طق" لصوت وقع الحجارة، و"قب" لصوت وقع السيف.

المعنى: ينادي ويخاطب دار محبوبته بهذا المكان، ويتوجع لأنها أصبحت خالية خاوية ليس بها أنيس، وقد طال عليه الزمن، وقد كانت تجمعه هو ومحبوبته في هناءة وصفاء.

الشاهد: في "يا دار مية"؛ فهو خطاب ونداء لما لا يقعل؛ وهو الدار، وهو ليس اسم صوت؛ لأنه لا يشبه اسم الفعل كما ذكرنا.

(١) صدر بيت من الطويل، لامرئ القيس، من معلقته المشهورة، وعجزه:

بصبح وما الإصباح منك بأمثل

اللغة والإعراب: انجلي: انكشف؛ من الانجلاء؛ وهو الانكشاف. بأمثل: بأحسن وأفضل حالًا؛ من المثالة، وهي الفضل. "ألا" للتنبيه. "أيها" أي منادى، والهاء للتنبيه. "الليل" صفة لأي. "الطويل" صفة الليل. "ألا" توكيد للأولى. "انجلى" فعل أمر مبني على حذف الياء، والياء الموجودة مزيدة للإشباع. "بصبح" متعلق به. "وما" الواو للحال، وما نافية. "الإصباح" مبتدأ، أو اسم ما. "منك" متعلق بأمثل الواقع خبرا للمبتدأ، أو خبر "ما"، على زيادة الباء.

المعنى: ينادي الليل، ويشكو طوله، ويطلب زواله بالصبح؛ لما يلاقيه فيه من آلام، ثم رجع وقال: ليس الصبح بأفضل منك يا ليل؛ لأني أقاسي فيه أيضًا آلامًا وأشجانًا.

الشاهد: في "أيها الليل"؛ فهو نداء وخطاب لغير العاقل؛ وهو الليل، وليس اسم صوت؛ لأنه لا يشبه اسم الفعل.

ومن أمثلة النوع المتقدم: "أو" لدعاء الفرس، و"دوه" للفصيل، و"بس" للغنم، و"عوه" للجحش، و"نخ" للبعير المراد إناخته، و"دج" للدجاج، وللزجر "هيج" لزجر الناقة، و"هس" لزجر الغنم، و"هج" لزجر الكلب، و"هلا" للخيل عن البطء، و"وح" للبقر، و"حر" للحمار.

(٢) ومثله لحكاية صوت الحيوان: "ما" بالإمالة، لحكاية صوت الظبية إذا دعت ولدها، و"شيب" لشرب الإبل، و"عيط" لصوت اللاعبين، و"طيخ" للضحك.

<<  <  ج: ص:  >  >>