لا تهين الفقير علك أن تر … كع يومًا والدهر قد رفعه (١)
أصله: لا تهينن.
الرابع: أنها تعطى في الوقف حكم التنوين؛ فإن وقعت بعد فتحة قلبت ألفا؛ كقوله تعالى: ﴿لَنَسْفَعًا﴾، ﴿وَلَيَكُونًا﴾، وقول الشاعر:
ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا (٢)
(١) بيت من المنسرح، للأضبط بن قريع السعدي، جاهلي قديم، من أبيا مطلعها:
لكل هم من الهموم سعة … والمسى والصبح لا فلاح معه
قال ثعلب: بلغني أنها قيلت قبل الإسلام بدهر طويل.
اللغة والإعراب: تهين: فعل مضارع؛ من الإهانة؛ وهي الاحتقار والازدراء. علك: والمراد هنا: انحطاط الحال، وتبدل الحال الحسنة بأخرى مغايرة لها. "لا" ناهية. "تهين" فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المحذوفة؛ لالتقاء الساكنين في محل جزم، والفتحة دليل عليها. "علك" عل حرف ترج ونصب، والكاف اسمها. "أن تركع" أن مصدرية، وهي وما بعدها في تأويل مصدرن خبر لعل؛ على تأويله باسم الفاعل، أو على حذف مضاف. "يوما" ظرف زمان. "والدهر قد رفعه" الدهر مبتدأ، وقد للتحقيق، وجملة رفعه خبر المبتدأ، والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب حال.
المعنى: لا تحتقر الفقير، ولا تهنه وتستخف به؛ فربما يتبدل الحال ويتغير، والدهر قلب؛ فيخفضك الزمان ويرفعه عليك.
الشاهد: في "لا تهين الفقير"؛ حيث حذفت نون التوكيد الخفيفة للتخلص من الساكنين؛ وهما: النون واللام في "الفقير" وبقيت الفتحة على آخر الفعل دليلا على النون المحذوفة، وثبوت الياء مع وجود الجازم دليل على أن الفعل مؤكد.
(٢) عجز بيت من الطويل، للأعشى، ميمون بن قيس، من قصيدة له في مدح الرسول ﵇، وكان قدم إليه لينشدها بين يديه، فمنعته قريش، وصدره:
وإياك والميتات لا تقربنها
اللغة والإعراب: الميتات: جمع ميتة؛ وهي الحيوان المأكول الذي فارق الحيا، حتف