﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم﴾، ﴿لَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُم﴾ (١) وتسمى هذه اللام لام الجحود (٢).
الثاني: بعد "أو"(٣)؛ إذا صلح في موضعها "حتى"(٤)، نحو: لألزمنك أو تقضيني حقي، وكقوله:
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى (٥)
= المضارع. وينبغي أن يلي فعل الكون الناسخ اسمه مباشرة، وأن يكون اسمًا ظاهرا لا ضميرا، ثم يأتي مضارع منصوب مبدوء بلام مكسورة، وفاعله ضمير مستتر جوازًا في الغالب، يعود على اسم الناسخ السابق كما مثل المصنف، وإلى ذلك يشير الناظم بقوله:
وبعد نفي "كان" حتما أضمرا*
أي: أضمر الحرف الناصب، وهو "أن" حتما، إذا وقع بعد كان المنفية، وقد أوضح المصنف ما في ذلك من أحكام.
(١)"يعذب" و"يغفر" منصوبان بأن مضمرة وجوبًا بعد اللام، والخبر محذوف، وتتعلق به اللام الجارة للمصدر المنسبك من "أن" والفعل المجرور بها، والجار والمجرور في محل نصب خبر الناسخ، والتقدير: ما كان الله مريدًا لتعذيبهم.
(٢) أي: النفي؛ لأنها تقوي معنى النفي في الجملة كلها؛ فهي تقع بعد كون منفي، والمعنى بعدها منفي لتعلقها مع المجرور بالخبر المحذوف المنفي، وما ذكره المصنف من أن الناصب بعد لام الجحود؛ هو "أن" المضمرة، هو مذهب البصريين، ويري الكوفيون أن الناصب اللام، وهي حرف زائد عندهم فيسري النفي منه إلى المصدر المؤول المجرور بها.
(٣) أي: العاطفة.
(٤) أي: الدالة على الغاية، وتسمى الغائية، أو التي بمعنى "إلى"، أو الدالة على التعليل وتسمى التعليلية، أو التي بمعنى "كي" أو لام التعليل.