وإذا توسط المضارع المقرون بالفاء أو بالواو بين الجملتين فالوجه الجزم (١)، ويجوز النصب (٢) كقوله:
ومن يقترب منا ويخضع نؤوه (٣)
(١) أي: على العطف على الشرط المجزوم لفظًا أو محلا.
(٢) أي: على إضمار "إن" وجوبا بعد الفاء والواو، ويمتنع الرفع؛ لأنه يصح الاستنئاف قبل الجزاء، وقيل: لا مانع من الرفع على اعتبار الجملة معترضة بين الشرط والجزاء.
(٣) صدر بيت من الطويل لم ينسب لقائل، وعجزه.
ولا يخش ظلمًا ما أقام ولا هضما
اللغة والإعراب: يقترب منا: يدنو ويقرب، يريد: النزول عندهم وفي جوارهم يخضع: يستكين ويكون منقادًا لنا خاضعًا لإرادتنا. نؤوه: ننزله عندنا ونعد له مأوى. هضمًا: غمطًا لحقوقه، من هضمه حقه؛ إذا لم ينصفه ويوفه.
"من" اسم شرط جازم مبتدأ. "يقترب" فعل الشرط، وفاعله يعود على من. "ويخضع" فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الواو، وهو في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيد من الفعل قبله كما سبق. "تؤوه" نؤو فعل مضارع مجزوم في جواب الشرط وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة دليل عليها، والهاء مفعوله، وجملة الشرط وجوابه خبر المبتدأ.
المعنى: من يدن منا وينزل في حمانا، مع الخضوع لمشيئتنا وإرادتنا ننزله خير منزل، ولا يخف من تعدي أحد عليه، أو انتقاص حق من حقوقه مدة إقامته بيننا.
الشاهد: في قوله: "ويخضع" حيث نصب بالعطف على فعل الشرط قبل مجيء الجواب، والوجه الجزم، ولكن النصب غير ممنوع، وفي حكم المضارع إذا توسط بين =