بالذي- "الذي بلغ من أخويك إلى العمرين رسالة أنا"(١) فإن أخبرت عن "أخويك" قلت: اللذان بلغت منهما إلى العمرين رسالة، أخواك (٢)، أو عن العمرين قلت:"الذين بلغت من أخويك إليهم رسالة العمرون"، أو عن الرسالة قلت:"التي بلغتها من أخويك إلى العمرين رسالة (٣)؛ فتقدم الضمير وتصله (٤)؛ لأنه إذا أمكن الوصل لم يجز العدول إلى الفصل وحينئذ (٥) فيجوز حذفه؛ لأنه عائد متصل منصوب بالفعل.
(١) فـ"الذي" مبتدأ، و"أنا" خبره، وما بينهما صلة، والعائد الضمير المستتر في بلغ.
(٢) فـ"اللذان" مبتدأ، و"أخواك" خبر، وما بينهما صلة، والعائد ضمير التثنية المجرور في "منها".
(٣) "التي" مبتدأ، و"رسالة" خبر، وما بينهما صلة، والعائد الهاء في بلغتها.
(٤) أي: تقدم ضمير الرسالة عن موضعه، وتصله بالفعل؛ وكان حقه أن يكون مكانها منفصلا؛ ويكون التقدير: التي بلغت من أخوتيك إلى العمرين إياها رسالة.
(٥) أي: حين إذا قدمت الضمير ووصلته.
ويؤخذ من هذا الذي ذكره المصنف: أنه إذا كان المخبر عنه مثنى أو مجموعا أو مؤنثًا، جيء بالموصول على وفقه؛ لوجوب مطابقة الخبر للمبتدأ في الإفراد والتذكير وفروعهما، وإلى ذلك يشير الناظم بقوله:
وباللذين والذين والتي … أخبر مراعيا وفاق المثبت*
أي: إذا كان الاسم الذي قيل لك: "أخبر عنه" أي: به مثنى أو مجموعا أو مؤنثا؛ فجيء بالمبتدأ الموصول وفقه في ذلك؛ ليطابق الاسم المخبر عنه به، فتقول: اللذين للمثنى، والذين للجمع، والتي للمؤنث.
* "وبالذين" متعلق بأخبر. "والذي والتي" معطوفان عليه "مراعيا" حال من فاعل أخبر، وفيه ضمير هو فاعله. "وفاق المثبت" وفاق مفعوله، والمثبت مضاف إليه، وليس الحكم مقصورًا على هذه الثلاثة، بل المراد فروعها؛ كاللتين واللاتي، واللائي، والأولى كما أوضحنا.