للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرب من عمرو الكريم جاز الإخبار عن زيد (١)، وامتنع الإخبار عن الباقي؛ لأن الضمير ل خلفهن، أما الأب؛ فلأن الضمير لا يضاف وأما القرب؛ فلأن الضمير لا يتعلق به جار ومجرور ولا غيره، وأما الكريم؛ فلأن الضمير لا يوصف، ولا يوصف به. نعم؛ إن أخبرت عن المضاف والمضاف إليه معًا (٢)، أو عن العامل ومعموله معًا (٣)، أو عن الموصوف وصفته معًا (٤)، فأخرت ذلك وجعلت مكانه ضميرًا جاز؛ فتقول في الإخبار عن المتضايفين: الذي سره قرب من عمرو الكريم، أبو زيد، وكذا الباقي (٥).

الخامس: جواز وروده في الإثبات؛ فلا يخبر عن "أحد" من نحو: ما جاءني أحد؛

=

كذا الغني عنه بأجنبي أو … بمضمر شرط، فراع ما رعوا*

أي: كذلك يشترط في المخبر عنه بالذي؛ أي: يصح الاستغناء عنه بأجنبي، وأن يكون كذلك صالحًا للاستغناء عنه بمضمر، وقد أوضح المصنف سبب اشتراط ذلك.

(١) أي: وحد في هذه العبارة؛ لأن الضمير يصح أن يخلفه؛ فيقال: الذي سر أباه قرب من عمرو الكريم، زيد.

(٢) وهما: أبا زيد.

(٣) وهما: قرب من عمرو.

(٤) وهما عمرو الكريم.

(٥) فتقول في الإخبار عن العامل ومعموله: الذي سر أبا زيد قرب من عمرو الكريم؛ فالضمير المستتر في سر الواقع فاعلا، خلف عن "قرب"، وكان ينبغي أن يوضع في محله، ولكن ضرورة اتصاله قدمته، واتصل بعامله فاستتر فيه.

وتقول في الإخبار عن الموصوف وصفته معا، وهما عمرو الكريم: الذي سر أبا زيد قرب منه عمر الكريم.


* "كذا" جار ومجرور متعلق بشرط. "الغنى" مبتدأ. "عنه بأجنبي" متعلقان به. "أو بمضمر" معطوف على بأجنبي، و"أو" بمعنى الواو، "شرط" خبر المبتدأ. "فراع" الفاء لتفريع، و"راع" فعل أمر مبني على حذف الياء. "ما" اسم موصول مفعول راع، "راعو" الجملة صلة ما، والعائد محذوف، أي: رعوه. والمعنى: فلاحظ ما حفظوه من الشروط.

<<  <  ج: ص:  >  >>