فيه أبدًا أن يذكر مع المذكر ويؤنث من المؤنث كما يجب ذلك مع ضارب، ونحوه. فأما ما دون الاثنين فإنه وضع على ذلك من أول الأمر (١)، فقيل: واحد وواحدة، ولك في اسم الفاعل المذكور (٢) أن تستعمله -بحسب المعنى الذي تريده- على سبعة أوجه:
أحدهما: أن تستعمله مع أصله؛ ليفيد الاتصاف بمعناه مجردًا. فتقول: ثالث، ورابع (٣)، قال:
لستة أعوام وذا العام سابع (٤)
(١) أي: إنه اسم وليس بوصف، وقال الرضي:"واحد" اسم فاعل، من وحد يحد وحدًا، أي: انفرد، فالواحد بمعنى المنفرد؛ أي: العدد المنفرد.
(٢) وهو ثان، وعاشر، وما بينهما.
(٣) ويكون معناه حينئذ: أنه واحد موصوف بهذه الصفة، وهي كونه ثالثة أو رابعًا؛ أي: في المرتبة الثالثة أو الرابعة، ويقال في المؤنثة: ثالثة أو رابعة .... إلخ، ويعرب "فاعل" في هذه الحالة بالحركات الظاهرة على حسب ما يقتضيه الكلام.
(٤) عجز بيت من الطويل، للنابغة الذبياني، وصدره:
توهمت آيات لها فعرفتها
اللغة والإعراب: توهمت: وقع في وهمي وذهني، آيات: علامات، جمع آية وهي العلامة "آيات" مفعول توهمت منصوب بالكسرة، "لستة أعوام" متعلق بعرفتها ومضاف إليه "وذا" الواو عاطفة و"ذا" اسم إشارة مبتدأ، "العام" بدل. "سابع" خبر.
المعنى: توهمت علامات لهذه الديار وسكانها؛ من النؤى والأثافي، وغير ذلك فعرفتها بعد مرور ستة أعوم على تركها، وهذا العام الذي أنا فيه هو السابع.
الشاهد: في قوله: "سابع" فإنه اسم فاعل مفرد مأخوذ من لفظ "سبعة" مجرد عن الإضافة، ومعناه: اتصاف الموصوف بهذا العدد فحسب.