الرابع: أن تسعمله مع العشرة؛ ليفيد الاتصاف بمعناه مقيدًا بمصاحبة العشرة (١)؛ فتقول:"حادي عشر" بتذكيرهما، و"حادية عشرة" بتأنيثهما، وكذا تصنع في البواقي؛ تذكر اللفظين مع المذكر وتؤنثهما مع المؤنث، فتقول:"الجزء الخامس عشر"، و"المقامة السادسة عشرة"(٢). وحيث استعملت الواحد أو الواحدة مع العشرة، أو مع ما فوقها كالعشرين، فإنك تقلب فاءهما إلى موطن لامهما وتصيرها ياء (٣) فتقول: حاد، وحادية.
الخامس: أن تستعمله معها؛ ليفيد معنى ثاني اثنين، وهو انحصار العدة فيما ذكر (٤)، ولك في هذه الحالة ثلاثة أوجه:
أحدها: وهو الأصل، أن تأتي بأربعة ألفاظ؛ أولها الوصف (٥) مركبًا مع العشرة،
(١) أي: إن الوصف مرتبط بالعشرة ارتباط زيادة عليها.
(٢) وحكم هذا النوع: وجوب فتح الجزأين معًا، ويكونان في محل رفع أو نصب أو جر على حسب حاجة الجملة.
(٣) وذلك بناء على القاعدة الصرفية، وهي قلب الواو ياء إذا تطرفت إثر كسرة، وتاء التأنيث في حادية في حكم الانفصال، ثم أعل "حادي" بحذف الياء لالتقاء الساكنين؛ لأنه منقوص، ولم تعل "حادية" لتحرك الياء، و"حادي وحادية" يكونان مركبين مع العشرة، تقول: اليوم الحادي عشر، والليلة الحادية عشرة، ومعطوفًا عليها في الأعداد المعطوفة، تقول: اليوم الحادي والعشرون، والليلة الحادية والعشرون ولا يستعملان في غير ذلك.
وكذلك "إحدى" تركب مع العشرة، أو معطوفًا عليها: تقول: إحدى عشرة طالبة، وإحدى وعشرون حجرة، أما "واحدة" فلا تركب مع العشرة إلا سماعًا، وتكون معطوفًا عليها فيقال: هذه واحدة وعشرون، وكذلك واحد وعشرون.
(٤) أي: إنه يدل على أنه بعض مما اشتق منه، وفرد من تلك الجماعة المنحصرة في العدد الأصلي.