ومنها: أن يكون مفردًا لـ"أَفْعِلة" (١) نحو: كساء وأكسية، ورداء وأردية؛ فإن نظيره، حمار وأحمرة، وسلاح وأسلحة، ومن ثم (٢) قال الأخفش: أرحية وأقفية من كلام المولدين؛ لأن رحي وقفى مقصوران (٣)، وأما قوله:
في ليلة من جماد ذات أندية (٤)
والمفرد ندى -بالقصر- فضرورة، وقيل: جمع ندي على نداء؛ كجمل وجمال، ثم جمع نداء على أندية (٥). ويبعده أنه لم يسمع نداء جمعًا
(١) أي: لجمع تكسير على وزن "أفعله" المختومة بالتاء المسبوقة بحرف العلة الياء؛ بشرط أن يكون هذا المفرد مختومًا بالهمزة المسبوقة بحرف علة؛ لأن "أفعلة" لا تكون إلا جمع تكسير للرباعي الذي قبل آخره مدة.
(٢) أي: ومن أجل أن مفرد "أفعله" من المعتل ممدود قياسًا.
(٣) أي: فلا يجمعان على أفعلة.
(٤) صدر بيت من البسيط، لمرة بن محكان التميمي، وهو من شعراء الحماسة، وعجزه:
لا يبصر الكلب في ظلمائها الطُّغُبا
اللغة والإعراب: أندية: جمع ندى؛ وهو المطر والبلل الكثير. الطنب: حبل يشد به الخباء، والجمع أطناب. "في ليلة" متعلق بقومي أو ضمي، في قوله قبل:
يا ربة البيت قومي غير صاغرة … ضمي إليك رحال القوم والقُرُبا
والقرب: جمع قراب، وهو جفن السيف أو غمده "من جمادى" متعلق بمحذوف صلة لليلة. "ذات أندية" ذات صفة ثاية لليلة وأندية مضاف إليه. "الطنبا" مفعول يبصر.
المعنى: يذكر أنه طلب إلى زوجه الاستعداد للرحيل في ليلة من جمادى، كثيرة الندى والبلل، شديدة الظلام، حتى إن الكلب مع حدة بصره، لا يبصر شيئًا فيها حتى عمد الخباء.
الشاهد: في "أندية"؛ فإنه جمع ندى شذوذًا، وقياس جمعه "أنداء" لأن "أفعلة" ينقاس في جمع كل اسم رباعي ثالثه حرف مد.
(٥) فيكون أندية: جمع الجمع، وعلى ذلك فليس بضرورة.