لئلا يجتمع واوان ليس بينهما إلا ألف، فتقول في عشواء (١): عشواءان بالهمزة، وجوز الكوفيون في ذلك الوجهين.
وشذ حمرايان، بقلب الهمزة ياء (٢)، و"قرفصان، وخنفسان، وعاشوران" (٣) بحذف الألف، والهمزة معًا.
الثالث: ما يترجح فيه التصحيح على الإعلال؛ وهو ما همزته بدل من أصل (٤) نحو: كساء، وحياء؛ أصلهما: كساو، وحياي (٥) وشذ كسايان.
الرابع: ما يترجح فيه الإعلال على التصحيح؛ وهو ما همزته بدل من حرف الإلحاق (٦) كعِلباء، وقُوباء (٧)؛ أصلهما: علباي، وقوباي، بياء زائدة فيهما لتلحقهما بقرطاس وقُرناس (٨)، ثم أبدلت الياء همزة.
وزعم الأخفش وتبعه الجزولي (٩): أن الأرجح في هذا الباب أيضًا التصحيح.
(١) العشواء هي: الناقة التي لا تبصر أمامها، والعشا: سوء البصر بالليل والنهار.
(٢) وكذلك حمراآن بالتصحيح، وقيل: أنها لغة فزارة.
(٣) تثنية قرفصاء، وخنفساء، وعاشوراء، والقرفصاء: نوع من القعود تقدم شرحه قريبًا.
والخنفساء: دويبة سوداء معروفة.
(٤) إنما رجح التصحيح؛ لأن فيه إقرارا للحرف على صورته الأصلية.
(٥) قلبت الواو والياء فيهما همزة لتطرفها إثر ألف زائدة على القاعدة، كما سيأتي.
(٦) إنما رجح الإعلال في هذا تشبيها لهمزته بهمزة حمراء؛ لأن كلا منهما بدل من حرف زائد.
(٧) العلباء: اسم لبعض أعصاب صفحة العتق، والقوباء: مرض جلدي معروف، يظهر على الجلد على شكل بقع بيضاء مستديرة صغيرة، ثم تتسع.
(٨) القرناس: قطعة بارزة من الجبل متقدمة، تشبه الأنف في التقدم والبروز.
(٩) انظر ترجمة الجزولي في الجزء الثاني، صفحة: ٢٦.