وما جاء في البابين مخالفا لما شرحناه فيهما فخارج من القياس.
مشاله في التكسير: جمعهم مكانا على أمكن (١)، ورهطا وكراعا؛ على أرهِط وأكارع (٢) وباطلا وحديثا على أباطيل وأحاديث (٣).
ومثاله في التصغير: تصغيرهم مغربا وعشاء على مُغَيْربان وعُشَيَّان (٤) وإنسانا وليلة على أنيسيان ولُيَيْلِية (٥). ورجلا على رُوَيجل. وصبية وغِلمة، وبنون على أُصَيْبة وأُغيْلِمة، وأُبَيْنُون، وعشية على عُشَيشية (٦).
(١) والقياس: أكون بحذف الميم الزائدة وإبقاء عين الكلمة، لكنه حذفها لشبهها بالزائد وفيه شذوذ آخر وهو: أن "مكان" مذكر، وقياس جمعه "أفعلة".
(٢) والقياس فيهما: رهوط، وأرهُط، وكرع، وأكرع. والرهط: ما دون العشرة من الرجال ليس فيهم امرأة. والكراع مستدق الساق، ويذكر ويؤنث.
(٣) والقياس: بواطل، وأحدثة، أو حدث.
(٤) والقياس: مُغَيْرب، وعُشَيَّة؛ بإسقاط الألف والنون.
(٥) والقياس فيها: أُنْيسان، أو أنيسين، ولُيَيْلة؛ بإسقاط الياء منهما.
(٦) والقاس فيها: رُجَيل، وصُبَيَّة، وغُلَيِّمة، وبُنَيُّون، وعُشَيَّة.
وقيل: إن هذه الألفاظ مما استغني فيها بتصغير وجمع مهمل عن تصغير وجمع مستعمل فيكون مغيريان وما بعده؛ كأنه تصغير مغريان وعشيان، وأنيسان، وليلاة، ورجل وأصبية، وأغلمة، وأبنون. واختاره في التسهيل. وفي ذلك يقول الناظم:
وحائد عن القياس كل ما … خالف في البابين حكما رسما*
أي: إن ما خالف المذكور في البابين "التصغير والتكسير" وجرى على غير لفظ واحده خارج عن القياس فيحفظ ولا يقاس عليه.
* "وحائد" خبر مقدم. "عن القياس" متعلق به. "كل" مبتدأ مؤخر. "ما" اسم موصول أو نكرة موصوفة مضاف إليه. "خالف" الجملة صلة أو صفة. "في البابين" متعلق بخالف. "حكما" مفعول خالف. "رسما" فعل ماض للمجهول، والجملة صفة لحكما، والألف للإطلاق.