ويجوز رد اللام وتركها فيما عدا ذلك (١)؛ نحو: يَد ودَم، وشَفَة، تقول: يَدَوَي أو يَدِي، ودَمَوِي، أو دَمِي، وشَفِي، أو شَفَهِي، قاله الجوهري وغيره (٢)، وقول ابن الخباز: إنه لم يسمع إلا شَفَهِي بالرد، لا يدفع ما قلناه (٣)، إن سلمناه؛ فإن المسألة قياسية لا سماعية، ومن قال:"إن لامها واو"، فإنه يقول إذا رد: شَفَوَي، والصواب: ما قدمناه؛ بدليل: شافهت والشّفاه (٤).
وتقول في ابن واسم (٥): ابني واسمي رددت اللام قلت: بَنَوي وسَمَوَي (٦) بإسقاط الهمزة؛ لئلا يجمع بين العوض والمعوض منه (٧).
وإذا نسبت إلى ما حذفت فاؤه، أو عينه رددتتهما وجوبًا في مسألة واحدة، وهي: أن تكون اللام معتلة، كـ"يرى" علمًا وكـ"شِيَة"(٨)؛ فتقول في يرى: يَرَئِي، بفتحتين فكسرة على قول سيبويه في إبقاء الحركة بعد الرد (٩)، وذلك لأنه يصير يرأى، بوزن
(١) وهو: ما صحت عينه، ولم ترد لامه في تثنية، ولا في جمع.
(٢) وأصل "يد" يدي بسكون الدال، حذفت اللام تخفيفًا بغير تعويض وتحركت الدال الساكنة وأصل "دم" دَمُو، حذفت الواو تخفيفًا كذلك وحركت الميم، وأصل "شُفة" شفْه، حذفت الهاء تخفيفًا وعوض عنها تاء التأنيث مع فتح ما قبلها.
(٣) أي: من جواز الأمرين.
(٤) فإن إسناد الفعل إلى التاء، والتكسير يردان الأشياء إلى أصولها.
(٥) أي: ونحوهما، مما حذفت لامه وعوض عنها همزة الوصل، مثل: إست.
(٦) الكثير المسموع: ضم السين أو كسرها، أما الميم فمفتوحة.
(٧) فلا يصح أن يقال: ابنوي، واسموي.
(٨) أصل يرى: يرأى، فنقلت فتحة الهمزة إلى الراء الساكنة قبلها وحذفت الهمزة، وأصل "شِية": وشي، حذفت الواو ونقلت حركتها إلى الشين، وزيدت تاء التأنيث عوضًا عن الواو المحذوفة والشية العلامة، وكل لون يخالف معظم اللون من الفرس وغيره.