للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني، كطَعِم، ولَبَن، ونَهِر، قال:

لست بلَيْلِيّ ولكني نَهِر (١)

(١) صدر بيت من الرجز، استشهد به سيبويه ولم ينسبه، وعجزه:

لا أدلج الليل ولكن ابتكر

اللغة والإعراب: بليلي: منسوب إلى الليل، أي: لا أعمل فيه. نهر: أي: أعمل بالنهار. أدلج الليل: أسير فيه. والدلج: السير من أول الليل، ابتكر: أدرك النهار من أوله، والابتكار: المبادرة إلى الشيء، "بليلي" خبر لست على زيادة الباء "نهر" خبر لكن، وسكن لضرورة الشعر.

المعنى: أنه لا يستطيع العمل بالليل، ولكنه يزاول عمله بالنهار، ولا يسير بالليل، وإنما يقوم مبكرًا ليدرك النهار من أوله، حيث النشاط والقوة بعد الراحة.

وقد يكون المراد: أنه ليس من اللصوص أو الفتاكين الذين يزاولون عملهم بالليل وفي الظلام، بعيدين عن أعين الرقباء، ولكنه ممن يكدحون بالنهار لجلب رزقهم.

الشاهد: في "نهر" فإنه على وزن "فَعِل" على معنى المنتسب إلى النهار وهذه الصيغة تغني عن ياء النسب، فهي بدل "نهاري" والأنسب الاقتصار على المسموع من هاتين الصيغتين، ولا يقاس عليهما؛ لقلة الوارد منهما، ولخفاء المعنى معهما.

وفي الصيغ الثلاث يقول الناظم:

ومع "فاعل، وفَعَّال، فَعِل" … في نسب أغنى عن اليا فقبل*

أي: قد يستغنى عن الياء بصوغ الاسم على "فاعل"، أو "فعال"، أو "فعل" يعني صاحب كذا، وقد يستغنى عن ياء النسب أيضًا: "بمِفْعال" كقولهم: امرأة مِعطار؛ أي: ذات عطر، و"مفعيل" كقولهم: ناقة محضير؛ أي: ذات حُضر وهو الجري و"فَعال" بقلة، ومنه يماني في يمني، بتخفيف ياء النسب وحذف إحدى الياءين والإتيان بدلها بألف، وشآمي في شامي، بياء واحدة ساكنة.


* "ومع فاعل" مع ظرف حال من ضمير أغنى، وفاعل مضاف إليه. "وفعال" معطوف على فاعل. "فعل" مبتدأ. "في نسب" متعلق بأغنى الواقع خبرًا من المبتدأ، "عن الياء" متعلق بأغنى وقصر للضرورة. "فقيل" الفاء عاطفة، قيل فعل ماض مبني للمجهول، نائب الفاعل مستتر فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>