للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واختاره ابن عصفور، وإجماع القراء السبعة على خلافه (١).

وإذا وقف على هاء الضمير؛ فإن كانت مفتوحة، ثبتت صلتها (٢)، وهي الألف، كـ"رايتُها"، و"مررت بها"، وإن كانت مضمومة، أو مكسورة، حذفت صلتها، وهي الواو والياء (٣)، كـ"رأيتُه"، و"مررت به" إلا في الضرورة (٤)، فيجوز إثباتها، كقوله:

ومهمة مغبرة أرجاؤه … كأن لون أرضه سماؤه (٥)

(١) فقد أجمعوا على الوقف بالألف في نحو: ﴿وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا﴾ [سورة الكهف الآية: ٢٠]، وفي رسمها خلاف؛ فقيل: تكتب بالألف كما في المصحف الإمام وهذا هو الكثير، وقيل: إن ألغيت كتبت بالألف لضعفها، وإن أعملت كتبت بالنون، قيل: بالعكس؛ لأنها عند الإلغاء تلتبس بإذا الشرطية.

(٢) وهي حرف العلة المتصل بها من جنس حركتها.

(٣) ووقف على هاء الضمير بالسكون.

(٤) أي: ضرورة الشعر، وإنما يكون ذلك في آخر العروض، أو الضرب.

(٥) بيت من الرجز لرؤبة بن العجاج، أو بيتان من مشطور الرجز.

اللغة والإعراب: مهمة: هو المفازة البعيدة التي يشق السير فيها، والبلد القفر، قيل: سميت بذلك؛ لأن سالكها يقول لرفقتة: "مَه مَه"، أي: كف عن الكلام، مغبرة: كثر فيها الغبار، وهو التراب، أرجاؤه: نواحيه، جمع رجا بالقصر وهي الناحية "ومهمة" الواو واو رب، "مهمة" مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع منها حرف الجر الشبيه بالزائد "أرجاؤه" فاعل بمغبرة ومضاف إليه "كأن" حرف تشبيه نصب "لون أرضه" لون اسم كأن، وأرضه مضاف إليه "سماؤه" خبر كأن ومضاف إليه.

المعنى: أن هذا المهمة قد عمه الغبار وانتشر فيه، وارتفع غباره كأن لون سمائه من الغبار لون أرضه، فحذف المضاف وقلب التشبيه للمبالغة.

الشاهد: في أرجاؤه وسماؤه؛ فقد أثبت في كل منهما الواو التي هي صلة الضمير المضموم في الوقف، وذلك لضرورة الشعر، والكثير حذف الصلة، والوقف بالسكون.

<<  <  ج: ص:  >  >>