فصل: ولك في الوقف على المحرك الذي ليس هاء التأنيث (١)، خمسة أوجه:
أحدها: أن تقف بالسكون، وهو الأصل، ويتعين ذلك في الوقف على تاء التأنيث (٢).
الثاني: أن تقف بالروم، وهو: إخفاء الصوت بالحركة (٣)، ويجوز في الحركات كلها، خلافا للفراء في منعه إياه في الفتحة (٤)، وأكثر القراء على اختيار قوله.
الثالث: أن تقف بالإشمام، ويختص بالمضموم، وحقيقته: الإشارة بالشفتين إلى الحركة بعيد الإسكان، من غير تصويت (٥)؛ فإنما يدركه البصير دون الأعمى.
= أي: إن حذف ياء المنقوص المنون -غير المنصوب- أولى من الإثبات، فإن كان منصوبا أبدل تنوينه ألفا. والمنقوص غير المنون بالعكس، فإن كان غير منصوب فالإثبات أولى من الحذف. وإن كان منصوبا ثبتت ياؤه ساكنة. وأشار بقوله:
وفي … نحو مُرٍ لزوم رد اليا اقتفي
إلى أنه إذا كان المنقوص المنون محذوف "العين" "كمر" أو محذوف الفاء وجب إثبات الياء عند الوقف.
(١) أما هي فيوقف عليها بالسكون، ويحذف تنوينها، مثل: فاطمة، وقائمة.
(٢) لأنه لا يتأتى فيها الأوجه الأخرى، وسيوضح المصنف ذلك بعد.
(٣) وذلك بأن تشير إليها بخفة، وسرعة، وترومها مختلسا لها ولا تتمها، فتكون حالة متوسطة بين الحركة والسكون، فهي أكثر من الإشمام الآتي؛ لأنها تسمع فيدركها الأعمى الصحيح السمع، والبصير؛ لأن فيه مع حركة الشفة صوتا يكاد الحرف به يكون متحركا وسمي الروم روما؛ لأنك تروم الحركة ولم تسقطها.
(٤) فيمتنع الوقف عنده على ﴿لا رَيْبَ﴾، ﴿إِنَّ اللَّهَ﴾، ﴿يُؤْمِنُونَ﴾.
(٥) وكيفيته: أن تضم الشفتين مع بعض انفراج بينهما يخرج منه النفس؛ ليراهما المخاطب مضمومتين، فيعلم أنك أردت بضمها الحركة، ولذلك لا يدركه إلا البصير.
وهو مشتق من الشم، كأنك أشممت الحرف رائحة الحركة وهيأت العضو للنطق بها.
والغرض منه ومن الروم: الفرق بين الساكن، أصالة، والمسكن لأجل الوقف.