للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مسألة: يؤثر مانع الإمالة إن كان منفصلا (١)، ولا يؤثر سببها إلا متصلا؛ فلا يمال نحو: "أتى قاسم" لوجود القاف (٢)، ولا "لزيد مال"، لانفصال السبب.

هذا ملخص كلام الناظم وابنه (٣)، وعليها اعتراض من وجهين:

أحدهما: أنهما مثلا بـ"أتى قاسم" مع اعترافهما بأن الياء المقدرة لا يؤثر فيها المانع (٤)، والاستعلاء في هذا النوع لو اتصل لم يؤثر، والمثال الجيد: "كتاب قاسم" (٥).

= أي: إن حروف الاستعلاء السبع التي ذكرها المصنف تمنع الإمالة؛ إذا كان سببها كسرة ظاهرة، أو ياء موجودة على النحو الذي شرح وكذلك تمنع الإمالة الراء غير المكسورة، وذلك إذا وقع كل بعد الألف؛ متصلا بها، أو مفصولا بحرف أو بحرفين، وكذلك يمنع الإمالة حرف الاستعلاء المتقدم؛ ما لم يكن مكسورًا، أو ساكنًا إثر كسرة؛ فلا إمالة في نحو: طالب وصالح، بخلاف نحو: طلاب وإصلاح ومطواع.

(١) أي: بأن كان في كلمة أخرى مستقلة بنفسها، سواء كان متصلا بالألف، أو مفصولا منها بحرف أو بحرفين كما تقدم.

والعلة في ذلك: أن عدم الإمالة هو الأصل فيصار إليه بأدنى سبب.

(٢) وهي حرف استعلاء وإن كانت منفصلة عن الألف في كلمة أخرى.

(٣) أي: في شرحي الكافية والخلاصة، ويقول الناظم في الألفية:

ولا تمل لسبب لم يتصل … والكف قد يوجبه ما ينفصل*

أي: إن سبب الإمالة لا يؤثر إذا كان غير متصل؛ بأن كان منفصلًا، أما الكف -أي: سبب المنع- فقد يؤثر منفصلا، والمراد بالانفصال في الموضعين: كونهما في كلمة أخرى مستقلة.

(٤) لأن شرط الإمالة التي يكفها المانع: ألا يكون سببها ياء مقدرة، وألف "أتى" منقلبة عن الياء.

(٥) فإن سبب الإمالة هنا الكسرة الظاهرة، فيكفها المانع وإن كان منفصلا.


* "ولا" ناهية. "لسبب" متعلق بتمل المجرور بلا. "لم يتصل" الجملة في محل جر نعت لسبب. "والكف" مبتدأ.
"قد" حرف تحقيق. "يوجبه" فعل مضارع ومفعول. "ما" اسم موصول فاعل يوجب، والجملة خبر المبتدأ وهو الكف وجملة "ينفصل" صلة ما.

<<  <  ج: ص:  >  >>