للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتزاد المتطرفة بشرطين، وهما: أن تسبقها ألف، وأن تسبق تلك الألف بأكثر من أصلين، نحو: حَمراء وعِلباء وقُرْفُصاء (١)، بخلاف نحو: مَاء وشَاء، وبِناء وأبْناء" (٢).

وتزاد النون متأخرة بالشرطين (٣)، نحو: عثمان وغَضْبان، بخلاف نحو: أمان وسِنان (٤).

(١) كرر الأمثلة لبيان أنه لا فرق بين أن يكون أول الكلمة مفتوحًا أو مكسورا أو مضمومًا، والألف في الأولين مسبوقة بثلاثة أصول، وفي الثالث بأربعة.

(٢) فإن الألف في الأولين مسبوقة بأصل واحد، وفي الآخرين بأصلين لا غير:

قال الناظم:

كذاك همز آخر بعد ألف … أكثر من حرفين لفظها ردف*

أي: كذلك يحكم على الهمزة بالزيادة؛ إذا وقعت آخرًا بعد ألف تبع لفظها -أي: تقدمها- أكثر من حرفين.

(٣) أي: المذكورين في الهمزة المتطرفة وهما: أن تسبقها ألف، وأن تسبق تلك الألف بأكثر من أصلين وإذا كان قبل الألف حرف مشدد نحو: حسّان ورمّان، أو حرف لين نحو: عِقيان، وعنوان احتملت الزيادة والأصالة؛ إلا إذا دل دليل على أحدهما، كمنع صرف حسان في قوله أمية بن خلف يهجو سيدنا حسان بن ثابت:

ألا مبلغ حسان عني … مغلغلة تدب إلى عكاظ

فإن منع صرفه دليل على زيادة النون، وكذلك: عفّان وحيّان؛ إذا اشتقا من العفة والحياة كانت النون زائدة ووزنهما "فَعلان" ومنعا من الصرف، وإن اشتقا من العفونة والحين كانت النون أصلية وصرفا، وكان وزنها "فعّال".

وتزاد النون متأخرة أيضًا في المثنى والمجموع على حدة، وفي الأمثلة الخمسة في حالة الرفع، ونون الوقاية، ونون التوكيد، ولم يذكرها المصنف ولا الناظم؛ لأن هذه زيادة معروفة متميزة، والمراد هنا بيان الزيادة المحتاجة إلى تمييز لاختلاطها بأصول الكلمة.

(٤) فإن الألف سبقت فيهما بأصلين لا غير.


* "كذاك" خبر مقدم. "همز" مبتدأ مؤخر، "آخر" نعت لهمز. "بعد ألف" بعد ظرف متعلق بمحذوف نعت ثان لهمز وألف مضاف إليه. "أكثر" مفعول ردف مقدم. "من حرفين" متعلق بأكثر. "لفظها ردف" مبتدأ وخبر، والجملة نعت ألف.

<<  <  ج: ص:  >  >>