للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

همزة مضارعة (١)؛ نحو: أَؤُمُّ وأَئُنُّ (٢) مضَارِعي أمَمْت وأنَنْت، جاز في الثانية

= وقد ذكر الناظم حكم الهمزتين المتحركتين في ثلاثة أبيات؛ فقال في حكم الهمزة المفتوحة، وأنها تقلب واوا إن كان قبلها فتحة أو ضمة؛ وياء إن كان قبلها كسرة:

إن يُفتح إثر ضَمٍّ أو فتحٍ قُلب … واوًا وياء إثر كسر ينقلب*

أي: إن يفتح الهمز الثاني بعد ضم أو فتح يقلب واوًا، وينقلب ياء إن وقع بعد كسر، وقال في حكم الهمزة المكسورة والمضمومة:

ذو الكسر مطلقًا كذا وما يضم … واوًا أصِر ما لم يكن لفظًا أتم

فذاك ياء مطلقا جاء وأؤُم … ونحوه وجهين في ثانيه أُم*

أي: كذلك ينقلب ياء، الهمز المكسور مطلقًا؛ سواء كان ما قبله مكسورًا، أم غير مكسور.

والهمز المضموم يقلب واوا مطلقًا؛ بشرط ألا يكون طرفا، وهو المراد بقوله: "ما لم يكن لفظًا أتم"، فإن كان طرفا وجب قلبه ياء، وهذا قوله: "فذاك ياء مطلقًا جا"، وإذا كانت الهمزة الأولى للمضارعة، وكانت الثانية مضمومة، جاز في الثانية، وجهان: الإبدال والتحقيق؛ نحو: أؤم مضارع أمّ؛ تقول: أُأَم، وأُؤم، وذلك قوله: "وأؤم ونحوه وجهين في ثانيه"، ومعنى أمِّ: اقصد واتجه لهذا الحكم.

(١) أي: للتكلم، سواء كان متعديا أو قاصرا.

(٢) أي: أتألم من الألم مثلا.


* "إن يفتح" شرط وفعله، ونائب الفاعل يعود إلى ثاني الهمزين، "إثر ضم" إثر ظرف متعلق بافتح، وضم مضاف إليه. "قلب" جواب الشرط، ونائب الفاعل مفعوله الأول. "واوًا" مفعوله الثاني، "وياء" مفعول ينقلب مقدم. "إثر كسر" إثر ظرف متعلق به، وكسر مضاف إليه.
* "ذو الكسر" مبتدأ، ومضاف إليه. "كذا" خبر. "مطلقًا" حال من الضمير المنتقل إلى الظرف. "وما" اسم موصول مفعول أول أصر. وجملة "يضم" صلة "واوًا" مفعول أصر الثاني "ما" مصدرية ظرفية "لم يكن" اسم يكن يعود إلى ثاني الهمزين، وجملة "أتم" خبرها. "لفظا" مفعول أتم، والتقدير: ما لم يكن ما يضم قد ختم كلمة، أي: وقع في آخرها.
"فذاك" اسم إشارة إلى ثاني الهمزين، مبتدأ، "يا مطلقا" حالان من فاعل. "جاء" العائد إلى اسم الإشارة، والجملة خبر المبتدأ. "وأوم" مبتدأ قصد لفظه، "ونحو" عطف عليه. "وجهين" مفعول أم مقدم. "في ثانيه" متعلق بأم. "أم" فعل بمعنى قصد، والجملة خبر المبتدأ، وما عطف عليه. ويجوز أن يكون أؤم ونحوه بالنصب على أنه مفعول بفعل مضمر يفسره أم.

<<  <  ج: ص:  >  >>