للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنا اللَّيْث مَعْدِيا علي وعَادِيا (١)

التاسعة: أن تكون لام "فُعُول"، جمعًا؛ نحو: عَصا وعُصِيٍّ، وقَفًا وقُفِيٍّ، ودَلْو ودُلِي (٢)، … ... … ... … ... … ... … ... … ... … .... … ... … ... … ... ....

(١) عجز بيت من الطويل، لعبد يغوث بن وقاص الحارثي، وصدره:

وقد عَلِمت عِرْسِي مُلَيْكة أنني

اللغة والإعراب: عرس الرجل: زوجه. مليكة: اسمها، وهو بدل أو عطف بيان من عرسى الواقع فاعلا لعلمت. "أنني" أن حرف توكيد ونصب، والنون للوقاية، والياء اسمها "أنا" ضمير فصل "الليث" خبر أن، وأن ومعمولاها سدت مسد مفعولي علمت. "معديا" حال من الليث "علي" متعلق به على أنه نائب فاعله؛ لأنه اسم مفعول يعمل عمل الفعل المبني للمجهول "وعاديا" معطوف على معديا.

المعنى: تعلم زوجي مليكة أنني شجاع كالليث؛ سواء اعتدى علي أحد، أو اعتديت أنا على غيري.

الشاهد: في "معديا" فقد أعل بقلب واوه ياءا شذوذا، والقياس تصحيح لامه؛ لأن فعله عدا مفتوح العين، وأصله: معدوو، قلبت لامه ياء لتطرفها، ثم الواو ياء على القاعدة وأدغمتا، ثم ضمة الدال كسرة لمناسبة الياء فصار معدو، ولكن الشاعر أعله شذوذًا، ويرى الناظم أن التصحيح في مثل هذا راجح لا واجب، والإعلال مرجوح، وفي هذا يقول:

وصحح المفعول من نحو عَدا … وأَعلل إن لم تتحرَّ الأجودا*

أي: إذا بني اسم مفعول من ماض ثلاثي، واوي اللام، غير مكسور العين؛ مثل: عدا، فالأجود تصحيح واوه؛ تقول معدو، ويجوز إعلاله بقلب الواو ياء؛ فتقول: معدي، إن لم تتحر الرأي الأجود. وقد ذكر الناظم هذا البيت والذي بعده في باب الإعلال بالنقل.

(٢) الأصل فيها: عُصُوو، وقُفُوو، ودلوو، على وزن "فُعول"؛ قلبت الواو الثانية ياء لثقل الواوين مع الضمة في الجمع، ثم الأولى لاجتماعها مع الياء، وأدغمتا على القاعدة، وكسر ما قبل الياء لتصح ويصح كسر الأولى منها للتخفيف؛ لأن الانتقال من الضم إلى الكسر في مثل هذه الصيغة لا يخلو من ثقل.


* "المفعول" مفعول صحيح. "من نحو" جار ومجرور متعلق بمحذوف، حال من المفعول. "عدا" مضاف إليه مقصود لفظه. "وأعلل" فعل أمر ومفعوله محذوف يعود على المفعول. "إن" شرطية. "تنحر" فعل الشرط مجزوم بلم بحذف الألف. "الأجودا" مفعول تتحر، والألف للإطلاق، وجواب الشرط مجذوف، أي: إن لم تتحر الأجود من الوجهين فأعلل.

<<  <  ج: ص:  >  >>