للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: أعقله، وما أقضاه (١) أو لام اسم مختوم بتاء بنيت الكلمة عليها (٢)؛ كأن يبنى من الرمي مثل "مَقُدُرة"، فإنك تقول: مَرْمُوة (٣) بخلاف نحو: تَوانَى توانِية (٤)، فإن أصله قبل دخول التاء: توانيا -بالضم- كتكاسل تكاسلا (٥)، فأبدلت ضمته كسرة لتسلم الياء من القلب (٦)، ثم طرأت التاء لإفادة الواحدة وبقي الإعلال بحاله (٧)، أو لام اسم مختوم بالألف والنون كأن تبنى من الرمي على وزن "سَبُعَان" اسم الموضع الذي يقول فيه ابن الأحمر:

ألا يا ديار الحي بالسَّبُعان (٨)

فإنك تقول: رَمُوَان (٩).

(١) تقدم الكلام على هذه الصيغة في باب التعجب الجزء الثالث، وأنها تؤدي معنى التعجب، وهي من الأساليب القياسية فيه.

(٢) أي: من أول الأمر؛ بحيث لا تؤدي الكلمة معناها إلا مع هذه التاء التي للتأنيث.

(٣) والأصل: مرمية، أبدلت الياء واوا لوقوعها إثر ضمة.

(٤) فإن الياء فيه عارضة بعد بناء الصيغة المطلوبة للمذكور، فلا تقلب معها الياء واوا؛ لأنها في نية الانفصال فما قبلها آخر، بل يجب حينئذ كسر الضمة لتسلم الياء.

(٥) لأن هذا هو المصدر القياسي للفعل الذي على وزن "تفاعل".

(٦) لأنه ليس في الأسماء المتمكنة العربية ما آخره واو قبلها ضمة لازمة كما تقدم ذلك قريبا فارجع إليه.

(٧) وهو قلب الكسرة ضمة.

(٨) ذكر الشيخ خالد أن هذا البيت لتميم بن أبي مقبل وهو الأصح، وقد تقدم الكلام عليه في باب النسب "انظر صحفة: ٢٥٩".

(٩) والأصل: رميان، قلبت الياء واوا لوقوعها بعد ضمة. وإلى هذه المسألة يشير الناظم بقوله:

وواوا إثر الضم رُدَّ "اليا" متى … ألفي لام فِعل أو من قَبل "تا"

كتاء بان من "رَمَى" كمَقْدُرَه … كذا إذا كسَبُعان صيّره*

أي: إن الياء إذا ضم ما قبلها، ووقعت لام فعل، أو اسم مختوم بتاء التأنيث كبناء صيغة على وزن "مقدرة" من رمى، أو مختوم بألف ونون مزيدتين، كبناء صيغة على وزن "سبعان" وجب قلبها واوا.


* "وواوا" مفعول رد الثاني. "إثر" ظرف متعلق برد. "الضم" مضاف إليه. "اليا" باقصر مفعول رد الأول. "متى" اسم شرط جازم في محل نصب بألقي الواقع فعلا للشرط، ونائب فاعله مفعوله الأول. "لام فعل" لام=

<<  <  ج: ص:  >  >>