للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسود (١). وربما عكسوا فأعلوا الأولى وصححوا الثانية، نحو: "آية" في أسهل الأقوال (٢)، فإن قلت: لنا أسهل منه، قول بعضهم: إنها "فعلة" كنبقة؛ فإن الإعلال حينئذ على القياس (٣)، وأما إذا قيل إن أصلها أييه -بفتح الياء الأولى- أو أبية -بسكونها- آييه فاعلة؛ فإنه يلزم إعلال الأول دون الثاني (٤)، وإعلال الساكن (٥)، وحذف العين لغير موجب (٦).

(١) وأصله: الحوو -من الحوة وهي سواد إلى الخضرة أو حمرة إلى السواد- وشفة حواء؛ حمراء إلى السواد، فلامه واو مثل عينه، لقولهم في المثنى: حووان.

(٢) أصلها أبيه كقصيه، قلبت الياء الأولى ألفا شذوذا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وكان القياس إعلال الياء الثانية وهي لام الكلمة، وقد سهل ذلك كون الياء الثانية غير طرف، ومثل آية: غاية، وراية، وثاية "وهي حجارة صغار يضعها الراعى عند متاعه فيثوي عندها أو رءوس أشجار يجمعها ويلقي عليها أثوابا ليستظل بها"، وطاية "وهي السطح" وهذه ألفاظ مسموعة لا يقاس عليها.

وإلى هذا الشرط، وورود السماع بما يخالفة في بعض كلمات يشير الناظم بقوله:

وإن لحرفين ذا الإعلال استُحق … صُحِّح أول وعكس قد يَحِق*

أي: إن استحق هذا الإعلال -وهو القلب- لحرفين؛ بأن كان في الكلمة حرفا علة كل منهما متحرك مفتوح ما قبله صحح الأول وأعل الثاني، وقد يعكس على قلة، ولا يجوز إعلالهما معا؛ لئلا يتوالى في كلمة واحدة إعلالان.

(٣) أي: إعلال الأولى؛ لأنها محركة وقبلها مفتوح، وإعلال الثانية ممتنع لعدم فتح ما قبلها.

(٤) أي: على القول بأن أصلها: أبيه، وهو شاذ.

(٥) وهو الياء الأولى على أن أصلها أيية.

(٦) أي: على القول بأنها آيية كفاعلة والمعهود في مثله قلب الياء الأولى همزة كبائعة وقائلة.


* "وإن" شرطية. "لحرفين" متعلق باستحق الواقع فعلا للشرط. "ذا" اسم إشارة نائب فاعل لمحذوف يفسره استحق. "الإعلال" بدل أو بيان أو نعت لذا. "أول" نائب فاعل صحح، والجملة جواب الشرط.
"وعكس" مبتدأ وهو مضافا لمحذوف تقديرًا "قد يحق" الجملة خبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>