ومن ضرب: اضطرب (١)، ولا تدغم؛ لأن الضاد حرف مستطيل (٢)، ومن طهر: اططهر (٣)، ثم يجب الإدغام، لاجتماع المثلين في كلمة، وأولهما ساكن ومن ظلم: اظطلم، ثم لك ثلاثة أوجه (٤): الإظهار، والإدغام مع إبدال الأول من جنس الثاني، ومع عكسه، وقد روي بهن قوله:
تبدل وجوبا من تاء الافتعال الذي فاؤه دال أو ذال أو زاى، تقول في افتعل من دان:
(١) أصله: اضترب، ويقال فيه ما مر في اصطبر.
(٢) أي: والإدغام في الطاء يفوت الاستطالة، وقد عرفت أنها لا تفوت بقلب الثاني إلى الأول، فيقال: اضرب.
(٣) وأصله: اطتهر أبدلت التاء طاء بعد الظاء.
(٤) أي: في مثل هذه الصورة التي تبدل فيها تاء الافتعال طاء بعد الظاء.
(٥) بيت من البسيط، لزهير بن أبي سلمى المزني، في مدح هرم بن سنان.
اللغة والإعراب: نائله، النائل: العطاء؛ كالنوال. فيظلم: يقبل الظلم ويحتمله لكن لا ضعفا ولا استكانة. "هو" ضمير منفصل مبتدأ. "الجواد" خبر. "الذي" صفة للجواد "نائلة" مفعول أعطى الثاني ومضاف إليه، والجملة صلة الموصول. "عفوا" صفة للجواد. "نائلة" مفعول أعطى الثاني ومضاف إليه، والجملة صلة الموصول "عفوا" مفعول مطلق عامله يعطي، وهو صفة لمصدر محذوف؛: أي إعطاء عفوا. "أحيان" ظرف زمان منصوب بيظلم، "فيظلم" معطوف على يظلم المبني للمجهول.
المعنى: أن هرما هو الجواد الذي يجزل لك العطاء بسهولة من غير مَنّ ولا إبطاء، ويحمله الناس مغارمهم فيتحملها ويقبل القيام بها تفضلا منه، لا ضعفا ولا خوفا.
الشاهد: في قوله "فيظلم" وأصله فيظتلم، ثم قلبت تاء الافتعال طاء فصار يظلم.
ويجوز قلب المعجمة طاء وإدغامها فيصير يطلم. وقد روى هذا البيت بالأوجه الثلاثة باختلاف الروايات.