وتقول: ألا طعام ولو تمرًا؟ وجوز سيبويه الرفع بتقدير: ولو يكون عندنا تمر (١). وقل الحذف المذكور بدون "إن" و"لو"؛ كقوله: من لد شولًا فإلى إتلائها (٢)، قدره سيبويه: من لد أن كانت شولًا (٣).
(١) فيكون قد حذف "يكون" وخبرها، وأبقى اسمها.
(٢) كلام عربي يجري مجرى المثل، وهو من شواهد سيبويه. "شولا" قيل هو مصدر بمعنى اسم الفاعل؛ من شالت الناقة بذنبها؛ رفعته عند اللقاح. وقيل: هو اسم جمع لشائلة، على غير قياس؛ والشائلة: الناقة التي خف لبنها، وارتفع ضرعها. ومضى عليها من ولادتها سبعة أشهر أو ثمانية.
"إتلائها" مصدر أتلت الناقة؛ إذا تلاها ولدها؛ أي: تبعها "من" جارة. "لد" ظرف زمان مبني على الضم في محل جر، والجار والمجرور متعلق بمحذوف، أي: علمت مثلًا. "شولا" خبر لكان المحذوفة مع اسمها "فإلى" الفاء عاطفة، وإلا إتلائها متعلق بما تعلق به الجار قبله.
المعنى: عملت كذا وكذا، من وقت أن كانت النياق شوائل، إلى أن تبعها أولادها.
الشاهد: فيه حذف "كان" مع اسمها بعد "لد"، وذلك قليل. ويجوز أن يكون "شولا" مفعولأ مطلقًا لمحذوف؛ أي: من لدن شالت الناقة شمولا، أو منصوبا على التمييز، أو التشبيه بالمفعول به، كما ينصب لفظ "غدوة" بعد "لدن" وخص بعضهم هذا الحكم بغدوة، ولا شاهد فيه حينئذ.
(٣) إنما قدر سيبويه "أن" بعد "لد" لأنه لا يرى إضافتها إلى الجمل.