فصل: وتتصل "ما" الزائدة (١) بهذه الأحرف إلا "عسى"، و"لا" فتكفها عن العمل، وتهيؤها للدخول على الجمل (٢)؛ نحو: ﴿قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾، ﴿كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ﴾، بخلاف قوله:
ولكنما يقضى فسوف يكون (٣)
= ويسميه الكوفيون "عمادًا"؛ لأنه يعتمد عليه في الاهتداء إلى المعنى. وقد اختلف في الفصل؛ فقيل: هو اسم لا محل له من الإعراب، ومحله محل ما بعده أو ما قبله. وقيل: هو حرف لا يعمل شيئا على الرغم من دلالته على التكلم أو الخطاب أو الغيبة.
وخلاصة ما تقدم:
أن لام الابتداء تدخل بعد "إن" المكسورة على أربعة أشياء: اثنين متأخرين؛ وهما: الاسم والخبر، إذا لم يكن منفيا ولا ماضيا متصرفا مجردا من "قد"، واثنين متوسطين؛ وهما: معمول الخبر، وضمير الفصل. وقد سبق قول الناظم في الخبر، ويقول في الثلاثة الباقية:
وتصحب الواسط معمول الخبر … والفصل واسما حل قبله الخبر*
أي: إن لام الابتداء تدخل على معمول الخبر، إذا كان المعمول متوسطا بين اسم إن وخبرها، أو بين غيرهما مما يقع بعدها، وكذلك تدخل على ضمير الفصل، وعلى اسم إن بشرط أن يحل الخبر قبله؛ أي: يتقدم عليه.
(١) أي: غير الموصولة والموصوفة والمصدرية؛ نحو: إن ما عندك جميل، وإن ما فعلت حسن، وهذه تكتب مفصولة من "إن" في الكتابة بخلاف الزائدة؛ فلا بد من وصلها.
(٢) أي: الفعلية، وتصبح غير مختصة بالجمل الاسمية، فيبطل عملها، و"ما" الزائدة هذه تسمى "ما" الكافة؛ لأنها كفت -أي: منعت- تلك الحروف من العمل. وتزاد بعد "إن" وأخواتها، فتكفها عن عمل النصب والرفع، وكذلك تزاد بعد "قل" و"كثر" و"طال"، فتكفها عن عمل الرفع ولا تطلب فاعلًا، وتزاد بعد "رب" والكاف، فتكفهما عن عمل الجر كما سيأتي في موضعه، ويجب وصل "رب" بـ"ما" في الكتابة.
(٣) عجز بيت من الطويل، ينسب للأفوه الأزدي، وروي: الأودي، وقيل: لأبي المطواع بن حمدان، من أربعة أبيات يقولها في دمشق، وصدره: =
* "وتصحب" مضارع فاعله يعود على اللام. "الواسط" مفعوله. "معمول الخبر" بدل منه أو حال، ومضاف إليه. "والفصل واسما" معطوفان على الواسط. "الخبر" فاعل حل.