للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا" (١)، ويجب الفصل (٢) في غيرهن بقد (٣)؛ نحو: "وَنَعْلَممُ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا". أو تنفيس (٤)؛ نحو: ﴿عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ﴾. أو نفي بلا، أو لن، أو لم (٥)؛ نحو: "وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ" (٦)، ﴿أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ﴾. ﴿أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ﴾ أو لو؛ نحو: ﴿أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ﴾. ويندر تركه؛ كقوله:

علموا أن يؤملون فجادوا (٧)

ولم يذكر "لو" في الفواصل إلا قليل من النحويين (٨). وقول ابن الناظم إن الفصل

(١) في قراءة من خفف "أن"، وكسر الضاد.

(٢) أي: بين "أن" والفعل؛ للفرق بين "أن" المخففة والمصدرية، ولتأكيد أنها المخففة وليست الناصبة للمضارع.

(٣) وتدخل على المضارع، وتقربه من الحال.

(٤) حرفا التنفيس هما: السين، وسوف. ويدخلان على المضارع المثبت لا غير.

(٥) "لا" تدخل على الماضي والمضارع، و"لم"، و"لن" يختصان بالمضارع، وزاد الرضى. "ما" وجعلها مثل "لا".

(٦) في قراءة من رفع "تكون"، وحسب بمعنى اعتقد.

(٧) صدر بيت من الخفيف، لا يدرى قائله. وعجزه:

قبل أن يسألوا بأعظم سؤل

اللغة والإعراب:

يؤملون: يرجون ويسألون. سؤل: مسئول ومطلوب. "أن" مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن. "يؤملون" الجملة من الفعل ونائب الفاعل خبر، وجملة أن ومعمولها في محل نصب، سدت مسد مفعولي "علم". "بأعظم" متعلق بجادوا.

المعنى: علم هؤلاء الأجواد أن الناس يرجون معروفهم وبرهم؛ فجادوا من العطاء قبل أن يحوجوهم إلى السؤال والطلب؛ بأعظم مسئول ومرجو. "والشاهد" وقوع خبر "أن" المخففة جملة فعلية؛ فعلها متصرف غير دعاء، ولم يؤت بفاصل بين "إن" والجملة. وهذا نادر عند الجمهور.

(٨) مع أن مجيء "لولا" فاصلا، كثير في الشعر العربي الفصيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>