للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى التعليق: ﴿يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ (١)، وقوله:

حذار فقد نبئت إنك للذي

ستجزى بما تسعى فتسعد أو تشقى (٢)

=

وأرأف مستكفى وأسمح واهب

اللغة والإعراب:

أمنع: أفعل تفضيل، من منع على وزن كرم، إذا صار منيعا قويا لا يعتدى عليه. عاصم حافظ، وهو اسم فاعل من عصم فلان فلانا -على وزن ضرب- أي: منع عنه الأذى والمكروه. أرأف: أفعل تفضيل، من الرأفة، وهي الشفقة والرحمة. مستكفى: مطلوب منه الكفاية في الملمات. "وأنت" مبتدأ. "أراني الله" فعل وفاعل ومفعول والنون للوقاية. "أمنع" خبر المبتدأ. "عاصم" مضاف إليه. "وأرأف وأسمح" معطوفان على أمنع.

المعنى: أراني الله إياك أقوى حافظ يقي الإنسان شر الأعداء، وأرأف من يلجأ إليه في المهمات، وأجود وأكرم من يعطي ويبذل من غير منّ.

الشاهد: إلغاء "أرى" عن العمل في المفعولين الثاني والثالث؛ وهما: "أنت أمنع عاصم"؛ لتوسطه بينهما. والأصل: أراني الله إياك أمنع عاصم، أو أرانيك الله أمنع عاصم، فلما قدم المفعول الثاني أبدل بضمير الرفع وجعل مبتدأ.

(١) "كم" مفعول أول "ينبئ". "إذا" شرطية. "مزقتم" فعل الشرط، والجواب محذوف للدلالة عليه بجديد؛ أي: إذا مزقتم تجددون، وجملة الشرط معترضة بين المفعول الأول وما سد مسد المفعولين. "إنكم لفي خلق" الجملة في محل نصب سدت مسد المفعول الثاني والثالث لينبئ، والفعل معلق عن الجملة باللام، ولذلك كسرت "إن".

(٢) بيت من الطويل، لم ينسبه النحاة لقائل.

اللغة والإعراب:

حذار: اسم فعل أمر؛ بمعنى أحذر. نبئت: أعلمت وأخبرت. ستجزى: ستكافأ. بما تسعى: بما تعمل في هذه الحياة. "فقد" الفاء للتعليل، و"قد" للتحقيق. "نبئت" ماضي للمجهول والتاء نائب فاعل، وهي المفعول الأول. "إنك للذي" إن واسمها وخبرها، والجملة في موضع نصب سدت مسد المفعولين الثاني والثالث، وقد علق عنها الفعل باللام المزحلقة في خبر إن، ولذلك كسرت "إن".

المعنى: احذر عاقبة ما تعمل من عمل في هذه الدنيا، فإنك ستؤاخذ بما قدمت يداك، وتجزى على حسب إجادتك؛ فإن كان خيرا سعدت، وإن شرا شقيت وندمت.

الشاهد: نصب "نبئ" ثلاثة مفاعيل، وقد عدي إلى واحد وهو الضمير الواقع نائب فاعل، وعلق عن الثاني والثالث باللام الواقعة في خبر إن؛ وهو "للذي" كما بينا.

<<  <  ج: ص:  >  >>