للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تِلْكَ دَعْوَاهُم﴾، كون "تلك" اسمها و"دعواهم" الخبر، والعكس (١).

الثانية: أن يحضر المفعول بـ"إنما"، نحو: إنما ضرب زيد عمرًا (٢)، وكذا الحصر بـ"إلا" عند الجزولي وجماعة، وأجاز البصريون والكسائي والفراء، وابن الأنباري (٣)، تقديمه على الفاعل (٤)، كقوله:

ولما أبى إلا جماحا فؤاده (٥)

(١) أي فلم يبالواب التباس الاسم بالخبر، فكذلك التباس الفاعل بالمفعول، قال الأشموني: وما قاله ابن الحاج ضعيف؛ لأنه ما استدل به -في غير الآية- من باب الإجمال، وما نحن فيه من باب الإلباس، والثاني ضار دون الأول كما بينا، أما في الآية، فإن التباس الفاعل بالمفعول ليس كالتباس اسم زال بخبرها؛ لأن المبتدأ عين الخبر في الماصدق، فالحكم على أحدهما كالحكم على الثاني، أما الفاعل فغير المفعول فجعل أحدهما الآخر غير مقبول، على أنهم لا يسلمون للزجاج ما نقله.

(٢) فيجب تقديم الفاعل على المفعول في هذه الصورة؛ لأنه لو أخر انقلب المعنى.

(٣) هو الإمام أبو بكر، محمد بن القاسم الأنباري النحوي اللغوي، كان من أعلم الناس بالنحو، والأدب، وأكثرهم حفظًا، قيل: إنه كان يحفظ ثلاثمائة ألف بيت شاهدًا في القرآن، وكان يملي من حفظه لا من كتاب، وكان مع حفظه ثقة زاهدا متواضعا دينا من أهل السنة، أخذ عن ثعلب، وروى عنه الدارقطني وجماعة، وكان يملي في ناحية من المسجد وأبوه في ناحية أخرى، وقد أملى كتبا كثيرة، منها: كتاب الأضداد، وأدب الكاتب، والمقصور والممدود، والمذكر والمؤنث، والكافي في النحو: وشرح شعر الأعشى، والنابغة، وزهير، وكان ممن يرى القياس في النحو، ويقول: النحو كله قياس، ومن أنكر القياس فقد أنكر النحو، وكان ذا يسار وحال واسعة، ولم يكن له عيال، وكان مع هذا شحيحًا، وتوفي ليلة النحر من ذي الحجة سنة ٣٢٧ هـ، ودفن ببغداد.

(٤) أي تقديم المفعول المحصور بإلا على الفاعل بشرط أن تتقدم معه "إلا".

(٥) صدر بيت من الطويل ينسب إلى دعبل الخزاعي، وعجزه:

ولم يسل عن ليلى بمال ولا أهل

<<  <  ج: ص:  >  >>