فيقدر له عامل من معناه (١)، على حد: قعدت جلوسا.
وما له فعل وهو نوعان: واقع في الطلب (٢)، وهو الوارد دعاء، كسقيا، ورعيا، وجدعا (٣)، أو أمرا أو نهيا، نحو: قياما لا قعودا (٤)، ونحو: ﴿فَضَرْبَ الرِّقَابِ﴾، وقوله:
فندلا زريق المال ندل الثعالب (٥)
كذا أطلق ابن مالك، وخص ابن عصفور الوجوب بالتكرار، كقوله:
بالنصب، على أن "بله" اسم فعل أمر بمعنى اترك، والأكف مفعوله.
المعنى: أن هذه السيوف شديدة الفتك بالأعداء، تترك رءوسهم -بعد فصلها عن أجسامهم- معرضة للشمس على أرض المعركة، أما الأكف فليس لها أثر، كأنها لم تخلق.
الشاهد: جر الأكف، على أن "بله" مصدر ليس له فعل من لفظه "والأكف" مضاف إليه، وروي "الأكف"، على أنه "بله" اسم فعل أمر، و"الأكف" مفعوله، كما بينا.
(١) فيقدر في ويل زيد، أحزن الله زيدا ويله، أو أهلكه، أو عذبه، وفي ويح زيد، رحم الله زيدا ويحه. وفي بله الأكف، اترك ترك الأكف؛ لأنه بله بمعنى ترك، ومثل "ويل" في معنى الهلاك والعذاب. "ويب"، ويب اللص، أي أهلكه الله. ومثل "ويح" في الترحم وإظهار الشفقة "ويس".
(٢) أي في أسلوب إنشائي مقصود به الطلب، سواء كان طلب فعل أو ترك، أو إقرار للشيء، أو عدم إقراره.
(٣) "سقيا ورعيا" دعاء بالخير أي سقاك الله سقيا، ورعاك رعيا، و"جدعا" دعاء بالشر، والجدع: قطع ظرف الأنف، أو الشفة، أو الأذن، ونحو ذلك، ومثله: بعد، وسحقا، وبؤسا.
(٤) أي قم قياما لا تقعد قعودا، فقياما وقعودا منصوبان بفعل محذوف وجوبا. ولا يجوز حذف المضارع المجزوم بلا الناهية، إلا في هذه الصورة.
(٥) عجز بيت من الطويل، لمحمد بن عبد الله الأنصاري، وقيل لأعشى همدان يهجو لصوصا، وصدره:
على حين ألهى الناس جل أمورهم