وكونة علة (١): عرضا كان كرغبة، أو غير عرض كقعد عن الحرب جبنا.
واتحاده بالمعلل به وقتا (٢)، فلا يجوز تأهبت السفر (٣)، قال الأعلم والمتأخرون.
واتحاده بالمعلل به فاعلا (٤)، فلا يجوز جئتك محبتك إياي، قاله المتأخرون أيضا، وخالفهم ابن خروف (٥).
(١) هذا هو الأصل فيه، ومن أجل ذلك: يشترط ألا يكون من لفظ الفعل ولا من معناه، لئلا يصير مصدرا مؤكدا لعامله، أو مبينا لنوعه، أو عدده؛ لأن هذا كله يناقض التعليل.
(٢) أي بأن يتحد وقت الفعل "المعلل" والمصدر "المعلل" سواء حدث الفعل في بعض زمان المصدر، كجئتك طمع، أو في آخره، كحبستك خوفا من فرارك، أو العكس: كجئتك إصلاحًا لحالك.
(٣) لأن زمن التأهب غير زمن السفر، وأيضا فالسفر ليس قلبيا.
(٤) أي: بأن يكون فاعل الفعل وفاعل المصدر واحدا.
(٥) فقد أجاز النصب مع اختلاف الفاعل محتجًا بنحو قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا﴾، فإن فاعل الإرادة هو الله، وفاعل الخوف والطمع والعباد والمخاطبون، وقد أجيب: بأن الاتحاد في الفاعل تقديري، فإن معنى يريكم، يجعلون ترون، فيكون فاعل الرؤية هو فاعل الخوف والطمع، أو هو على حذف مضاف، أي إرادة الخوف والطمع، وإلى بعض هذه الشروط أشار الناظم بقوله:
ينصب مفعولا له المصدر إن … أبان تعليلا كـ"جد شكرا ودن
وهو بما يعمل فيه متحد … وقتا وفاعلا … ... … ...
أي ينصب المصدر على أنه مفعول له، إن أبان، أي أظهر سبب وعلة ما قبله، مثل: جد.
* "مفعولا" حال من المصدر بعده. "له" "المصدر" نائب فاعل ينصب. "إن" شرطية. "أبان" فعل الشرط وفاعله يعود على المصدر، "تعليلا" مفعوله. "كجد" الكاف جارة لقول محذوف، "شكرا" مفعول لأجله. "ودون" فعل أمر من الدين، بفتح الدال -أي أقرض عليك، أو من الدين -بالكسر- بمعنى المجازاة، "وهو" مبتدأ "بما" اسم موصول متعلق بمتحد، "يعمل فيه" الجملة صلة. "متحد" خبر المبتدأ "وقتا" وفاعلا. "تمييزان محولان عن الفاعل، أو منصوبان بنزع الخافض.