للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله:

من أمكم لرغبة فيكم جبر (١)

ويستويان في المضاف، نحو: ﴿يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّه﴾، ونحو: ﴿وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾ (٢)، قيل: ومثله (٣): ﴿لإِيلَافِ قُرَيْشٍ﴾، أي: فليعبدوا رب هذا البيت لإيلافهم الرحلتين (٤)، والحرف في هذه الآية واجب عند

فعل الشرط، والتاء للتأنيث، "زمر الأعداء" فاعل ومضاف إليه، وجواب "لو" محذوف دل عليه ما قبله.

المعنى: لا أتوانى عن اقتحام الحرب والنزال خوفا وفزعا، ولو تكاثرت جماعات الأعداء علي، وأتى بعضها تلو البعض.

الشاهد: في "الجبن"، فهو مصدر منصوب على المفعول لأجله، ونصب قليله؛ لأنه بأل.

(١) صدر بيت من الرجز، ولم ينسب لقائل، وعجزه:

ومن تكونوا ناصرية ينتصر

اللغة والإعراب: أمكم: قصدكم، لرغبة: رغب فيه: أراده وأحبه، ورغب عنه: كرهه ولم يرده. جبر: اغتنى وظفر بما يريد ناصريه: جمع ناصر، وهو المعين، "من" اسم موصول، أو اسم شرط جازم مبتدأ. "أمكم" الجملة صلة، أو فعل الشرط، "لرغبة" متعلق بأمكم. "فيكم" متعلق برغبة. "جبر" ماض للمجهول، ونائب الفاعل يعود إلى "من" والجملة خبر أو جواب الشرط، "ومن" اسم شرط جازم مبتدأ، "تكونوا" فعل الشرط ناقص مجزوم بحذف النون، واو الجماعة اسمها، "ناصريه" خبر منصوب بالياء؛ لأنه جمع مذكر سالم وهو مضاف إلى الهاء. "ينتصر" الجملة جواب الشرط، وجملة الشرط وجوابه خبر المبتدأ.

المعنى: إن الذي يقصدكم يريد فضلكم ومعروفكم، يظفر بما يريد، والذي تتولون إعانته ونصره على أعدائه، ينتصر لا محالة.

الشاهد: في قوله: "لرغبة" فإنه مصدر قلبي مجرد من أل والإضافة، قد جر بحرف التعليل على قلة، والكثير نصبه.

(٢) ابتغاء: مفعول له منصوب، و"خشية" مجرور بمن التعليلية، وكلاهما مضاف.

(٣) أي في جر المفعول المضاف.

(٤) هما: رحلة الشتاء، وكانت إلى اليمن، ورحلة الصيف، وكانت إلى الشام، ودخلت الفاء لما في الكلام من معنى الشرط، أي إن لم يعبدوه لنعمه الكثيرة، فليعبدوه لأجل هاتين الرحلتين، وكانت قريش تحتزم في هاتين الرحلتين، ولا تمس بسوء، وتسود المحبة والألفة الجمع فيهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>