فصل: وإذا تكررت "إلا": فإن كان التكرار للتوكيد، وذلك إذا تلت عاطفًا (١)، أو تلاها اسم مماثل لما قبلها (٢)، ألغيت، فالأول نحو: ما جاء إلا زيد وإلا عمرو، فما بعد إلا "الثانية" معطوف بالواو على ما قبلها و"إلا" زائدة للتوكيد (٣)، والثاني كقوله:
لا … تمرر بهم إلا الفتى إلا العلا (٤)
فالفتى مستثنى من الضمير المجرور بالباء، والأرجح كونه تابعًا له في جره، ويجوز كونه منصوبًا على الاستثناء، و"العلا" بدل من الفتى، بدل كل من كل؛ لأنهما لمسمى واحد، و"إلا" الثانية مؤكدة.
وقد اجتمع العطف والبدل في قوله:
(١) أي بالواو خاصة، دون غيرها من حروف العطف.
(٢) أي متفق مع ما قبلها في معناه ومدلوله، ومقصود بالحكم برغم اختلاف الألفاظ، كأن يكون بدل كل من كل، أو عطف بيان، وكذلك بقية أنواع البدل، مثل: ما أعجبني إلا محمد، إلا وجهه، إلا عمله، إلا علي.
(٣) أي اللفظي، ولا أثر لها في الحكم الإعرابي مطلقا.
(٤) هذا عجز بيت من كلام الناظم، الذي يبين فيه حكم إلا المكررة للتوكيد، وهو بتمامه:
وألغ "إلا" ذات توكيد كلا … تمرر بهم إلا الفتى إلا العلا
أي اعتبر "إلا" ملغاة، أي غير موجودة، ولا تؤثر فيما دخلت عليه، إذا كررت وكانت للتوكيد، مثل: لا تمرر بهم إلا الفتى، إلا العلا فالعلا هو الفتى، وهو يدل كل، أو عطف بيان من الفتى، و"إلا" لا أثر لها، ولو حذفت ما تغير الإعراب.
* "إلا" مقصود لفظه مفعول ألغ، "ذت توكيد" حال من إلا ومضاف إليه. "كلا" الكاف جارة لقول محذوف، و"لا" ناهية "إلا" أداة استثناء "الفتى" مستثنى من ضمير بهم "إلا العلا" إلا: توكيد للسابقة، والعلا، أي الشرف، بدل من الفتى، بدل كل من كل؛ لأنهما لمسمى واحد.