للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو استفهام؛ كقوله:

يا صاح هل حم عيش باقيا فترى (١)

(١) صدر بيت من البسيط، لرجل من بني طيء لم يذكر اسمه، وعجزه:

لنفسك العذر في إبعادها الأملا

اللغة والإعراب: حم: قدر وقضي، عيش: المراد هنا: الحياة، باقيا: دائما لا يفنى ولا يزول. "صاح" منادى مرخم "صاحب" على غير قياس؛ لأنه غير علم. "عيش" نائب فاعل حم. "باقيا" حال من عيش، "فترى" الفاء للسببية، وترى فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء، "لنفسك" جار ومجرور متعلق بترى، وهو في موضع الفعول الثاني لها، "العذر" مفعول أول. "في إبعادها" متلعق بالعذر، والهاء مضاف إليه من إضافة المصدر إلى فاعله، "الأملا" مفعول المصدر، والألف للإطلاق.

المعنى: يقول لصاحبه مستنكرًا: أخبرني: هي قدر للإنسان حياة دائمة في الدنيا؟ فيكون لك العذر في هذه الآمال البعيدة، والتكالب على جمع حطام هذه الدنيا الغادرة الفانية.

الشاهد: وقوع "باقيا" حال من "عيش" وهو نكرة، وسوغ ذلك وقوع النكرة بعد الاستفهام، وهو شبيه بالنفي ومن المسوغات: أن تكون الحال جملة مقرونة بالواو؛ لأن وجود الواو في صدر الجملة يمنع توهم كونها صفة نحو قوله تعالى: ﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا﴾، أو تشترك النكرة مع معرفة في الحال، نحو: هؤلاء صبية ومحمد مسافرين، وفي مواضع صاحب الحال النكرة يقول الناظم:

ولم ينكر غالبا ذو الحال إن … لم يتأخر أو يخصص أو يبن

من بعد نفي أو مضاهيه كـ"لا … يبغ امرؤ على امرئ مستسهلا


* "ينكر" مضارع مبني للمجهول مجزوم بلم، "غالبا" حال من "ذو" الواقعة نائب فاعل ينكر، "الحال" مضاف إليه، "إن" شرطية، "لم يتأخر" فعل الشرط وفاعله يعود على ذو الحال، وجواب الشرط محذوف، أي فلا ينكر "أو يخصص أو يبن" معطوفان على يتأخر، "من بعد نفي" متعلق بيبن ومضاف إليه، "أو مضاهيه" معطوف على نفي، "كلا" الكاف جارة لقول محذوف، ولا ناهية. "يبغ" مجزوم بلا الناهية. "مستسهلًا حال من. "امرؤ" الواقع فاعلا ليبغ.
أي أن الغالب على صاحب الحال ألا يكون نكرة؛ إلا إذا تأخر وتقدم الحال على النكرة، أو خصص بوصف أو بإضافة، أو يبن؛ أي يظهر ويقع بعد نفي أو ما يضاهيه ويشابهه؛ وهو النهي والاستفهام، وذكر مثالا للنهي.

<<  <  ج: ص:  >  >>