للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول بعضهم: مكره أخاك لا بطل (١)

وقولهم للمرأة: "حماة" (٢).

= وواضح في "أباها" الثالثة؛ لأن موضعها خفض بإضافة "أبا" الثانية إليها. أما الأولى والثانية فبالقرينة. ويجوز إجراؤها على لغة الإتمام؛ لأنهما منصوبان، ويكون نصبهما بفتحة مقدرة على الألف للتعذر على لغة القصر أو بالألف نيابة عن الفتحة على الإتمام، ويكون من باب التلفيق، وهو بعيد في اللغات.

تنبيه: قيل في إعراب "لا أبا له"، و"لا أبا لي" ونحوهما مما وقعت فيه بعد "أبا" لام الجر: إن "أبا" اسم "لا" مبني على الألف على لغة من يلزم الأسماء الستة الألف، وحذف التنوين منها للبناء، و"له" متعلق بمحذوف خبر. وهذا خير من جعل "أبا" منصوبًا بالألف ومضافًا إلى الضمير بعدها، واللام بينهما زائدة، لما فيه من جعل اسم "لا" الجنسية معرفة لإضافته للضمير. وهذا التركيب قد يراد به المبالغة في المدح؛ بمعنى أنه معجزة، أو المبالغة في الذم؛ أي: إنه لا ينسب لأب شرعي.

(١) هذا مثل عربي يضرب للرجل يضطر إلى عمل ما ليس من شأنه، وقد تمثل به عمرو بن العاص لعلي بن أبي طالب؛ حين حمله معاوية على مبارزته في واقعة صفين، وذكر الأخ للاستعطاف، وقد حمل هذا عليا على الإعراض عنه حين التقيا. "مكره" اسم مفعول خبر مقدم. "أخاك" مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة على الألف. "لا" عاطفة. "بطل" معطوف بلا على مكره.

الشاهد: في "أخاك" حيث جاء بالألف، وهو في موضع رفع، مما يدل على أنه مقصور معرب بحركات مقدرة عليها.

(٢) فإن هذا يقتضي أن يقال لرجل: "حما"، بحذف التاء وألف مقصورة ويقدر الإعراب على الألف مثل "فتى"؛ لأن صيغة المؤنث هي صيغة الذكر بزيادة التاء. ومجمل ما ذكره المصنف: أن الأسماء الستة ثلاثة أقسام من حيث الإعراب: ما فيه ثلاث لغات الإتمام والنقص والقصر؛ وهو: الأب، والأخ، والحم". وما فيه لغتان: الإتمام والنقص، وهو: "الهن" والنقص أحسن. وما فيه لغة واحدة؛ هي الإتمام؛ وهو: "ذو" بمعنى صاحب و"الفم" بغير الميم.

ويشترط لإعراب هذه الأسماء بالحروف، علاوة على ما ذكر: أن تكون مكبرة؛ فلو =

<<  <  ج: ص:  >  >>