والخامس: معنى البدل (١)، نحو: ﴿أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ﴾ (٢).
والسادس: الظرفية (٣)؛ نحو: ﴿مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ﴾، ﴿إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ﴾ (٤).
والسابع: التعليل (٥)؛ كقوله تعالى: ﴿مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا﴾ (٦)، وقال الفرزدق:
يغضي حياء ويغضى من مهابته (٧).
وللام اثنا عشر معنى:
أحدها: الملك (٨)؛ نحو: ﴿لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ﴾.
والثاني: شبه الملك ويعبر عنه بالاختصاص (٩)؛ نحو: السرج للدابة.
(١) أي: أن تكون بمعنى كلمة "بدل"؛ بحيث أن تحل هذه الكلمة محلها.
(٢) أي: بدل الآخر.
(٣) فتكون بمعنى "في" التي للظرفية؛ مكانية أو زمانية.
(٤) "من" في الآية الأولى للظرفية المكانية، وفي الثانية للزمانية.
(٥) فتدخل على اسم يكون سببا، وعلة في شيء آخر.
(٦) أي: أغرقوا لأجل خطيئاتهم، فقدمت العلة على المعلول للاختصاص.
(٧) تقدم هذا الشاهد، والكلام عليه في باب النائب عن الفاعل صفحة: ٤٥.
الشاهد: فيه هنا يكون "من" دالة على العليل؛ أي يغضي لأجل مهابته.
تنبيه: إذا ولي "من" اسم مبدوء بأل، فالأحسن فتح نونها؛ نحو: من القوم. وإذا وليها ساكن آخر، فالغالب كسر نونها نحو: سررت من اجتهادك.
(٨) هي التي تقع بين ذاتين؛ الثانية منهما هي التي تملك حقيقة، وهذا المعنى أكثر استعمالاتها.
(٩) وتقع بين ذاتين؛ ثانيتهما لا تملك حقيقة، وإنما تختص بالأولى دون تملك من إحداهما للأخرى؛ كمثال المصنف، أو أولاهما لا تملك؛ كأنت لي وأنما لك. وقد تقع اللام قبل الذاتين؛ نحو: لأخي ابن ذكي. فإن وقعت بين معنى وذات؛ نحو: الحمد لله، والويل للمنافقين، كانت للاستحقاق، وقد يعبر عن الجميع بلام الاختصاص.