ترك من أول البيت كلمة "وزيد"؛ لأنها من معاني اللام وقد ذكرت قبل ثم قال الناظم: والظرفية استبن ببا وفي؛ أي اجعل الظرفية واضحة بهما؛ لأنها من معانيهما؛ أي أن الباء وفي قد اشتركا في إفادة الظرفية، وكذلك السببية، وذكر أن الباء تكون للاستعانة وللتعدية، وللتعويض، وللإلصاق، وبمعنى "مع"؛ أي المصاحبة.
وبمعنى "من" -أي للتبعيض، وبمعنى "عن"- أي المجاوزة، وقد أوضحنا ذلك كله.
(١) أي العلو؛ وهو أكثر معانيها استعمالا، والاستعلاء قد يكون حقيقة إن كان على نفس المجرور وهو الغالب؛ حسا كمثال المصنف، أو معنى؛ نحو: ﴿فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾، ومجازًا إن كان العلو على ما يقرب من المجرور؛ نحو: ﴿أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى﴾، ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، فقد شبه التمكن من الهدى والأخلاق العظيمة الشريفة والثبوت عليها، بمن علا دابة يصرفها كيف شاء، وليس من الاستعلاء المجازي قولهم:"توكلت على الله، واعتمدت عليه"؛ لأن الله لا يعلو عليه شيء لا حقيقة ولا مجاز، وإنما ذلك من باب الإضافة والإسناد؛ أي أضفت توكلي واعتمادي إلى الله، وأسندتهما إليه -سبحانه-.
* "والظرفية" مفعول مقدم لاستبين. "ببا" متعلق به. "وفي" عطف على ببا. "يبنيان" مضارع وألف الاثنين فاعل وهي عائدة إلى "الياء" و"في" "السببا" مفعول والألف للإطلاق. "بالبا" متعلق باستعن والألف للضرورة. "وعد، عوض، ألصق" معطوفان على استعن بحذف العاطف. "ومثل مع" حال من "ها" في بها ومضاف إليه. "ومن، وعن" معطوفان على مع. "بها" متعلق بانطق.