للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والظرفية إن كان حاضرا (١)؛ نحو: منذ يومنا. وبمعنى "من" وإلى "معا إن كان معدودًا؛ نحو: مذ يومين (٢).

ورب للتكثير كثيرا وللتقليل قليلا (٣): فالأول؛ كقوله : "يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة" (٤)، وقول بعض العرب عند انقضاء رمضان: يا رب صائمه

صفة لربع. "منذ" حرف جر بمعنى من. "أزمان" مجروريها، والجار والمجرور متعلق بعفت.

المعنى: قف يا صاحبي نندب حظنا ونذرف الدمع من تذكر الأحبة والأصدقاء الذين فقدناهم، وتلك المنازل التي درست بعد أن كانت عامرة بأهلها، وذهبت آثارها ومعالها من أزمان طويلة.

الشاهد: جر "منذ" للزمان الماضي وهي للابتداء، وأكثر العرب يرى وجوب جر "منذ ومذ" للحاضر، وترجيح جر "منذ" للماضي، وترجيح رفع "مذ" للماضي على جره.

(١) فيكونان على معنى "في" وينصبان بالفعل قبلهما.

(٢) أي ما رأيته من ابتداء هذه المدة إلى انتهائها؛ ويشترط حينئذ: أن يكون الزمان نكرة معدودا لفظا، كمذ يومين، أو بمعنى كمذ شهر؛ لأنهما لا يجران المبهم -أي غير المعدود. ويجوز وقوع المصدر بعدهما، تقول: ما رأيته مذ قدوم الحجاج- أي مذ زمن قدوم الحجاج، كما يجوز وقوع "أن" وصلتها بعدهما. نحو: ما رأيته منذ أن الله خلقني، وهو على تقدير زمان أيضًا، وفي مذ ومنذ الحرفان يقول الناظم:

وإن يجرا في مضي فكـ"من" … هما وفي الحضور معنى "في" استبنع

أي إن وقع ما بعدهم مجرورا، وكان ماضيا فهما حرفا جر بمعنى "من"، وإن كان حاضرا فهما بمعنى "في وقوله استبن: أي اطلب بيان معنى "في" الظرفية.

(٣) يرى فريق من النحاة، أنها للتقليل دائما، وزعم ابن درستويه وجماعة أنها للتكثير دائما.

(٤) "يا" للتنبيه أو للنداء والمنادى محذوف. "رب" حرف جر شبيه بالزائد. "كاسية"؛ أي مكسية مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة. "في الدنيا" متعلق به. "عارية" خبر. "يوم القيامة"


* "إن" شرطية "يجرا" فعل الشرط والألف فاعل. "في مضي" متعلق بيجرا. "فكمن" الفاء لرابط الجواب بالشرط، و"كمن" ومجرور خبر مقدم، "هما" مبتدأ مؤخر، "وفي الحضور" متعلق باستبن. "معنى" مفعول استبن مقدم. "في" مضاف إليه مقصود لفظه.

<<  <  ج: ص:  >  >>