للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثانية: أن يكون مضافا لما فيه "أل" (١)؛ كالضارب رأس

الجاني، وقوله:

لقد ظفر الزوار أقفية العدا (٢)

الثالثة: أن يكون مضافا إلى ضمير ما فيه "أل" كقوله:

الود أنت المستحقة صفوه (٣)

(١) فإن وجودها فيه كوجودها في الثاني؛ لأن المضاف والمضاف إليه، كالشيء الواحد؛ ولهذا لا يسوغ أن يكون بين الوصف وما فيه "أل"، أكثر من مضاف واحد، فلا يصح: الضارب رأس صديق الجاني.

(٢) صدر بيت من الطويل، لم ينسب لقائل، وعجزه:

بما جاوز الآمال ملأسر والقتل

اللغة والإعراب: ظفر: نال. الزوار: جمع زائر. أقفية: جمع قفا وهو مؤخر العنق.

ملأسر: أصله من الأسر؛ فحذفت النون على لغة، وهو كثر في كلام العرب، وكذلك همزة الوصل وذلك كثير أيضا في كلامهم، قال عمر بن ربيعة:

وما أنس ملأشياء لا أنس قولها … لنا مرة منها بقرن المنازل

يريد: من الأشياء. "لقد" اللام واقعة في جواب قسم مقدر، وقد للتحقيق. "الزوار" فاعل ظفر. "أقفية" مضاف إليه. "العدا" مضاف إليه أيضا لأقفية، "بما" متعلق بظفر، وما اسم موصول، "جاوز الآمال" فاعل جاوز يعود على ما، والآمال مفعوله والجملة صلة ما.

"ملأسر" جار ومجرور متعلق بجاوز. "والقتل" معطوف على الأسر.

المعنى: أن الأعداد فروا أما هؤلاء الأبطال حين رأوهم ولم يثبتوا، وأعطوهم ظهورهم وأقفيتهم، فظفروا منهم بأكثر مما كانوا يأملون في أسرهم وقتلهم.

الشاهد: إضافة الزوار، وهو صفة مقرونة بأل، إلى الخالي منها، وسوغ ذلك كون المضاف إليه -وهو أقفية- مضافا مقترن بأل وهو العدا.

(٣) صدر بيت من الكامل، لم يذكر قائله، وعجزه:

<<  <  ج: ص:  >  >>