أو زمن كان الحجاج أميرًا؛ لأنه بمنزلة "إذ" (١)؛ وآتيك زمن يقدم الحاج، ويمتنع في: زمن الحاج قادم؛ لأنه بمنزلة "إذا" (٢).
هذا قول سيبويه، ووافقه الناظم في مشبه "إذ" دون مشبه "إذا"؛ محتجا بقوله تعالى: ﴿يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ﴾ (٣). وقوله:
فكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة (٤)
وهذا ونحوه مما نزل فيه المستقبل -لتحقق وقوعه- منزلة ما قد وقع ومضى (٥).
يكون معنى الجملة ماضيا أو مستقبلا محتم الوقوع، كما يجوز أن يضاف إلى المفرد أو لا يضاف، وما يكون بمنزلة، "إذا" يضاف إلى الجملة الفعلية، غير أن الإضافة في "إذ" و"إذا" واجبة، وفيما يكون بمنزلتهما جائزة.
(١) "فزمن" في المثال الأول مضاف إلى جملة اسمية، وفي الثاني مضاف إلى فعلية.
(٢) أي: و"إذا" لا تضاف إلى الجمل الاسمية؛ فكذلك ما كان بمعناها.
(٣) فقد أضيف "يوم" هو يشبه "إذا" في الاستقبال، إلى الجملة الاسمية.
(٤) صدر بيت من الطويل، لسواد بن قاب السدوسي الأزدي الصحابي، يخاطب الرسول،
وعجزه:
بمغن فتيلا عن سواد بن قارب
وتقدم الكلام عليه في باب "ما ولا ولات" صفحة ٢٥٧ جزء أول.
الشاهد فيه هنا: إضافة "يوم" إلى الجملة الاسمية، على رأي الناظم؛ مع أنه بمنزلة "إذا" في الدلالة على المستقبل، و"إذا" لا تضاف إليها. وظاهره الرد على سيبويه، الذي لا يجيز ذلك.
(٥) أي فيكون "يوم" مشبها لإذ؛ لا لإذا؛ لأن المراد من الماضي ما كان متحقق الوقوع؛ سواء عبر عنه بالماضي، أو بالمضارع، وهذا توجيه سيبويه، وهو رد على رأي الناظم، وفي أسماء الزمان المشبهات "إذ"، يقول الناظم:
وما كـ"إذ" معنى كإذ … أضف جوازًا نحو "حين جا نبذ"
أي والذي مثل "إذا" في المعنى؛ من حيث كونه اسم زمان ماض مبهم، يضاف جوازا إلى مثل ما تضاف إليه "إذ"؛ من الجمل الاسمية والفعلية؛ نحو: حين جاء نبذ؛ أي طرد. واقتصر الناظم على مشبه، "إذ" دون مشبه "إذا"؛ لأنه يجيز إضافة مشبه "إذا" إلى الجملة الاسمية؛ محتجا بما ذكره المصنف ورده.
* "وما" اسم موصول مبتدأ، "كإذ" متعق بمحذوف صلة، "معنى" منصوب على نزع الخافض، أو تمييز. "كإذ" خبر المبتدأ. "جوازًا" مفعول مطلق لأضف، وجملة أضف؛ كالاستدراك على قوله: كإذ، يبين به أنه مثله في مطلق الإضافة؛ لا في وجوبها. "نحو" خبر لمبتدأ محذوف. "حين" ظرف متعلق بنبذ. "جا" فعل ماض قصر للضروة. "نبذ" ماض مبني للمجهول، والجملة في محل جر بإضافة نحو إليها.