وقيل: لا يختص بالياء (١)؛ كقوله:
أعرب منها الجيد والعينانا (٢)
وقيل: البيت مصنوع (٣). ونون الجمع مفتوحة، وكسرها جائز في الشعر بعد الياء، كقوله:
وأنكرنا زعانف آخرين (٤)
(١) أي: بل يكون مع الألف أيضًا.
(٢) صدر بيت من الرجز، ينسبه بعض النحاة إلى رؤبة، وقيل لغيره وعجزه:
ومنخرين أشبها ظبيانا
اللغة والإعراب: الجيد: العنق، وجمعه أجياد. ظبيان -بفتح الظاء- اسم رجل.
"الجيد" مفعول أعرف. "والعينانا" معطوف عليه منصوب بفتحة مقدرة على الألف على لغة من يلزم المثنى الألف، أو مبتدأ مرفوع بالألف وخبره محذوف؛ أي: كذلك.
"ومنخرين" معطوف على الجيد منصوب بالياء. "ظبيانا" مفعول أشبه والألف فاعله.
المعنى: أعرف من هذه الفتاة جيدها وعينيها ومنخرين يشبهان منخري ظبيان، ويقال: إنه كان معروفًا بكبر الأنف.
الشاهد: في قوله "والعينانا"؛ حيث فتح نون المثنى بعد الألف، كما فتحت بعد الياء. وفيه شاهد آخر وهو: مجيء المثنى بالألف في حالة النصب كما تقدم. وعليها ورد قوله ﵇: "لا وتران في ليلة".
(٣) أي: غير عربي؛ فلا يصلح شاهدًا. قيل: وهو بعيد؛ لأن أبا زيد رواه، وهو من الرواة الثقات.
(٤) هذا عجز بيت من الوافر لجرير، من مقطوعته التي أشرنا إليها قريبا، يخاطب فضالة العرني. وصدره:
عرفنا جعفرا وبني أبيه
اللغة والإعراب: جعفر: هو جعفر بن ثعلبة، أخو عرين بن ثعلبة، وعرين: أحد آباء فضالة. زعانف: جمع زعنفة، وهي طرف الأديم، أو هدب الثوب، والمراد هنا: الأتباع والأدعياء. "جعفرا" مفعول عرفنا. "وبني" معطوف على جعفرا منصوب بالياء مضاف إلى أبيه. "آخرين" صفة لزعانف منصوب بالياء أيضا.
المعنى: عرفنا جعفرا وإخوانه؛ لأنهم مشهورون بكريم نسبهم ورفعة منزلهم، وأنكرنا غيرهم؛ لأنهم أدعياء وليس لهم أصل معروف، ولا مكانة مرموقة.
الشاهد: في "آخرين" حيث أعرب بالياء إعراب جمع المذكر السالم، وكسرت نونه بعدها. قيل: وذلك جائز في الشعر، والراجح أنه لغة.