للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وإلى إضافة المصدر لما بعده، وإتباعه على اللفظ أو المحل، يشير الناظم بقوله:

وبعد جره الذي أضيف له … كمل بنصب أو برفع عمله

وجر ما يتبع ما جر ومن … راعي في الإتباع المحل فحسن

أي بعد إضافة المصدر إلى ما أضيف له، وجره المضاف إليه، كمل عمله بالنصب أو بالرفع؛ وذلك بنصب ما بعده مفعولا به إن كان المصدر مضافا للفاعل، وبرفعه إن كان المصدر مضافا للمفعول. وإنه جاء تابع للمضاف إليه المجرور، فجر هذا التابع مراعيًا لفظ المجرور، أو راع محل المضاف إليه؛ من رفع أو نصب، فارفع التابع أو أنصبه، وهذا حسن، والإتباع على المحل جائز في جميع التوابع عند الكوفيين وطائفة من البصريين. وأجازه سيبويه ومن وافقه في العطف والبدل. ومنعه في النعت والتوكيد، والحق الجواز في الجميع؛ لورود السماع به.

تنبيهان:

١ - إعمال اسم المصدر قليل وإن كان قياسيًا، وقال الصيمري: إعماله شاذ.

٢ - قال الأشموني: المصدر المقدر بالحرف المصدري والفعل مع معموله، كالموصول مع صلته؛ فلا يتقدم ما يتعلق به عليه؛ كما لا يتقدم شيء من الصلة على الموصول.

ولا يفصل بينهما بأجنبي؛ كما لا يفصل بين الموصول وصلته. وإذا ورد ما يوهم شيئًا من ذلك، أول.

أما المصدر الآتي بدلًا من اللفظ بفعله، فلا يتقدم ما يتعلق به عليه؛ لأن الأصح أنه مساوٍ لاسم الفاعل فيتحمل الضمير.

ولا يرى الرضي مانعا من تقديم معموله عليه إذا كان ظرفا أو شبهه؛ قال تعالى: ﴿وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّه﴾ [النور: ٢]، ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْي﴾ [الصافات: ١٠٢].


* "بعد" ظرف متعلق بكمل. "جره" مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله. "الذي" مفعول للمصدر. "أضيف له" ماض للمجهول، والجملة صلة الموصول. "عمله" مفعول كمل ومضاف إليه. "جر" فعل أمر. "ما" اسم موصول، مفعوله. "يتبع" الجملة صلة. "ما" الثانية مفعول يتبع. "جر" الجملة صلة. "ومن" اسم شرط جازم، مبتدأ. "راعي" فعل الشرط. "فحسن" الفاء للربط، و"حسن" خبر لمبتدأ محذوف؛ أي فرأيه حسن، والجملة جواب الشرط، وجملة الشرط وجوابه خبر "من".

<<  <  ج: ص:  >  >>